احاط الغموض طبيعة المبادرة الكويتية الرامية لحل الأزمة البحرينية، وطال هذا الغموض الجهة التي طلبت من الكويت التدخل وطبيعة النقاط المطروحة للنقاش، وترافق ذلك مع كم كبير من بيانات الترحيب التي لم تساعد على إماطة اللثام حول ما يجري، في الوقت الذي التزمت فيه أطراف الأزمة الصمت. فقد أكد رئيس وزراء البحرين الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة أن الإصلاح هو عملية مستمرة لن تتوقف ومن يريد الإصلاح بهدف الإصلاح وتحقيق المصلحة الوطنية فان الأبواب مفتوحة لذلك بعد أن يعود الأمن والاستقرار للمملكة باعتبار أن الأمن هو المتطلب الرئيسي في المرحلة الحالية, مؤكدا أن الوحدة الوطنية التي كانت تشكل حافزاً للبذل والعطاء لا تزال كذلك وستظل هذه الوحدة مصونة ترعاها عناية المواطنين. أن الإصلاح هو عملية مستمرة لن تتوقف ومن يريد الإصلاح بهدف الإصلاح وتحقيق المصلحة الوطنية فان الأبواب مفتوحة لذلك بعد أن يعود الأمن والاستقرار للمملكة باعتبار أن الأمن هو المتطلب الرئيسي في المرحلة الحالية لا وساطة من جهته قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "إن أي كلام عن وساطة كويتية في البحرين غير صحيح اطلاقاً .. هناك مساع سابقة لم يستجب لها وانتهت قبل قانون السلامة الوطنية". وفي السياق نقلت صحيفة القبس الكويتية عن مصادر خليجية رفيعة المستوى ان كل ما يقال بشأن مبادرات ووساطات خارجية لاجراء حوار في البحرين، لا يمت للحقيقة بصلة، وزادت ان اكثر ما يزعج البحرين هو التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للمملكة. وأعربت المصادر عن القلق من ان تؤدي هذه التدخلات إلى تدويل القضية البحرينية وان الأولوية الآن بالنسبة للبحرينيين هي الامن والاستقرار. واضافت: لم تتبلور حتى الآن البيئة المناسبة لاطلاق الحوار البحريني. وحالما نخلق جوا آمنا واستقرارا تاما على الارض عندئذ نطلق الحوار الوطني. وفي شأن المبادرة الكويتية بين الحكومة والمعارضة في البحرين قالت السياسة الكويتية انها سجلت قفزة مهمة على طريق التحول إلى واقع ملموس يوشك أن يؤتي ثماره قريبا, ونجحت أخيرا في اختراق جدار الأزمة, بعدما أنجزت خطوتين مهمتين, الأولى تبلغ الكويت رسميا موافقة جمعية الوفاق البحرينية وسائر فصائل المعارضة على المبادرة بحسب ما أكده عضو وفد الوساطة الشعبية رجل الأعمال الكويتي علي المتروك, والثانية اعلان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية عن تأييده للمبادرة نفسها, ما اعتبر بمثابة ضوء أخضر وضمانة خليجية لمشروع الوساطة الكويتية. من جهته قال نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الكويتي الشيخ د. محمد الصباح: إن "الجهود التي يبذلها سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بشأن مملكة البحرين تأتي في اطار المساعي الحميدة للحفاظ على أمنها واستقرارها ومصلحتها وما كانت لتتحقق لولا وجود رغبة حقيقية من قبل البحرين ممثلة بسمو ولي العهد الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة لفتح حوار وطرح أفكار في هذا الشأن". وأكد د. الصباح: أن "هذه الأفكار هي محل تداول وقبول إلى حد كبير عند الطرف الآخر والأمر هناك يحتاج الى جسر لبناء الثقة بين الطرفين ومن هنا كانت هذه الجهود التي يبذلها سمو الأمير". العطية : نأمل نجاحها من جهته عبر الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن العطية عن أمله بنجاح مبادرة الكويت الرامية إلى تعزيز أمن واستقرار مملكة البحرين, مؤكدا أن "الكويت سباقة دائما في اطلاق المبادرات الهادفة إلى اصلاح ذات البين بين الاشقاء". وقال العطية: «إن مجلس التعاون يتطلع إلى استقرار مملكة البحرين بعيدا عن أي تدخلات خارجية», مذكرا بأن دول المجلس نفسها لا تتدخل في الشؤون الداخلية لأي منها, كما أن لدينا نظاما أساسيا ينص على علاقات حسن الجوار وعدم التدخل في شؤون الدول الأخرى. وفي تصريح خاص ل "السياسة" انتقد العطية طهران من دون أن يسميها وقال: إن "من يعتقد أن الظروف الراهنة في المنطقة توفر فرصا للتوتر والهيمنة على حساب مصالح الاخرين فانه واهم .. واهم ونأمل أن يعي الجميع أن الاطماع لأي قوة سيكون مآلها الزوال". من جانبها، قالت قوى المعارضة البحرينية، التي تقودها جمعية "الوفاق" إن الحل السياسي "هو المخرج الوحيد للأزمة.