افتتح معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف مساء الأحد المعرض المصاحب لفعاليات المنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية الذي تشارك فيه الدول العربية وعدد من دول إقليم الشرق الأوسط والأدنى. وأطلع الدكتور العساف وأصحاب المعالي المشاركين في افتتاح المنتدى الذي تستضيفه مصلحة الجمارك السعودية ويقام بقاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق الانتركونتننتال بالرياض على مدى 3 أيام على عرض لبعض المنتجات الأصلية والمقلدة من خلال أجنحة الشركات المشاركة وأكد العساف أن التصدي لظاهرة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية هي مجهود مشترك لعدد من الوزارات والأجهزة الحكومية وخاصة وزارة التجارة والصناعة وهيئة المواصفات والمقاييس وهيئة الغذاء والدواء ووزارة الثقافة و الإعلام. وأشار الدكتور العساف إلى أهمية المعرض الذي يشكل منصة هادفة لكافة الشركات العارضة للتعريف بمنتجاتها وأحدث الأجهزة والتقنيات والاكتشافات التي تميز بين المنتجات الأصلية وغيرها من المنتجات المغشوشة والمقلدة، مبينا أن المعرض يشكل لفتة من قبل الشركات المحلية والعالمية العاملة في مجال مكافحة الغش والتقليد ويعكس مدى التطور والتقدم الذي شهده قطاع العمل الجمركي في كافة مجالاته. وأوضح أن هناك نمواً هائلاً في مضبوطات السلع المغشوشة والمقلدة بداية من 2.5 مليون وحدة مغشوشة إلى 55 مليون وحدة مغشوشة ومقلدة عدا السلع التي تعاد لعدم مطابقتها وتمثل 64 مليون قطعة اعيدت لعدم مطابقتها للمواصفات القياسية السعودية. وحول سبل مواجهة تصدير السلع المغشوشة والمقلدة، أكد وزير المالية أنه كلما يكتشف أسلوب جديد لكشف البضائع المقلدة يحاول المخالفون من أصحاب البضائع المقلدة ابتكار طرق أخرى لإدخال تلك البضائع وأن الأجهزة الحكومية ستنتصر بالتعاون العربي والدولي خصوصاً من الدول ذات المنشأ ، كما أن هناك جهودًا من الجهات الحكومية في المملكة للتواصل مع الدول ذات المنشأ لإيقاف جميع البضائع المقلدة والمغشوشة قبل دخولها. وعن محلات البضائع المخفضة التي تحتوي على العديد من البضائع المقلدة رأى العساف أن منح الترخيص لهذه المحال لا يعني ممارسة الغش التجاري فيها ، مشددا على أن جميع البضائع التي يتم ضبطها تقدم للجان الجمركية ويصدر فيها قرارات في حدود الصلاحيات الممنوحة في نظام الجمارك الموحد لدول الخليج ونأمل أن يكون هناك جهد في ملاحقة هؤلاء المقلدين كممارسين للغش التجاري. ونبه إلى أن وجود اتحاد جمركي عربي يتطلب أن تكون هناك مواصفات ومقاييس موحدة وأجهزة لضبط السلع المغشوشة والمقلدة . من جانبه أوضح رئيس مجلس إدارة الشركة السعودية للمختبرات الخاصة «مطابقة» المهندس سليمان بن إبراهيم الحديثي أن إقامة مثل هذه المنتديات يعد استشعارًا وإحساسا بالمسؤولية من الجهات الحكومية بخطر الغش التجاري والتقليد وما له من تبعات على صحة وسلامة المواطن والمقيم وتأثيرها على الاقتصاد الوطني بشكل عام. وقال «إن لدى الشركة حاليا 16 مختبرًا من بينها 8 مختبرات تعمل بكامل طاقتها و8 أخرى سيبدأ تشغيلها خلال العام الحالي 2013م خاصة في ظل حرص الشركة على تقديم العديد من الخدمات في مجالات الفحص والاختبارات المتنوعة للعديد من المنتجات والسلع». كما نوه الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك كونيو ميكوريا في كلمة له خلال افتتاح المنتدى بدور المملكة في إنجاح الفعاليات المصاحبة للمنتدى العربي الثالث لمكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية. وأعرب عن شكره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لدعمه الكبير لجهود العمل الجمركي محلياً وعربياً وعالمياً، مؤكداً قدرة دول الإقليم على تحقيق انجازات كبيرة في مجال عملها بما يخدم أهداف دول المنطقة وبما يتماشى مع المتطلبات والمعايير الدولية. وأشار الأمين العام للمنظمة العالمية للجمارك إلى أن دول الإقليم تمكنت من قطع أشواط كبيرة في سبيل رفع مستوى قدرات العاملين في مجال التخطيط والتدريب والعمل الجمركي, مبينا أن المنتدى سيقود إلى أفكار كبيرة ورشيدة من شأنها تحقيق الأهداف المنشودة. واستعرض ميكوريا عدداً من التحديات التي تواجه العمل في هذا المجال ومنها انسياب التجارة الخارجية بين حدود دول الإقليم والعمل على حماية اقتصادياتها من تغلغل ظاهرة الغش التجاري في مساراتها أو تعرضها للتقليد ، مشيرًا إلى تضافر الجهود على جميع المستويات. وشدد على ضرورة وضع خطة استراتيجية تنسجم مع المعايير الدولية والأخذ في الإعتبار أهمية العمل على بناء القدرات التي تستوعب حاجة التطوير والرقي، لافتاً النظر إلى الدروس المستفادة من المنظمة العالمية في سبيل بناء بيئة عمل تسهم في رفع مستوى العاملين في هذا الحقل. كما نوه نائب رئيس منظمة الجمارك العالمية ممثل إقليم شمال أفريقيا والشرق الأدنى والأوسط الدكتور زهير الشرفي في كلمته خلال افتتاح أعمال المنتدى العربي برعاية خادم الحرمين الشريفين للمنتدى وجهود الحكومة في إنجاح فعاليات المنتدى الذي من شأنه تمكين وترسيخ المفاهيم التي تحفل بها الفعاليات خاصة مكافحة الغش التجاري والتقليد وحماية حقوق الملكية الفكرية. وقال «إن المنتدى يوفر فرصة كبيرة تسهم في رفع القدرات على مستوى الوطن العربي ودول الإقليم، معتبراً أنه انطلاقة حقيقية في مجال تقييم العمل الذي تم تنفيذه في الفترة السابقة بجانب استشراف المستقبل من حيث إثراء الاستراتيجية بالأفكار والمقترحات وأن ذلك سيصبّ في مصلحة تحسين الأداء للإدارات الجمركية ومن ثم الاستجابة لجميع متطلبات التجارة الدولية».