نشرت بنجلاديش أمس الاحد جيشها في شمال البلاد بعد سقوط 56 قتيلا في موجة جديدة من العنف الذي اثاره صدور احكام بحق عدد من الزعماء الاسلاميين بعد ادانتهم بارتكاب جرائم حرب خلال حرب الاستقلال في 1971. وقالت الشرطة إن 14 شخصا قتلوا فى اشتباكات بين أنصار ونشطاء الجماعة الإسلامية والقوات الأمنية امس . وقال ضابط الشرطة عبد الوارث: إنه تم نشر قوات من الجيش في منطقة بوجرا الواقعة على بعد نحو 230 كيلومترا شمال العاصمة داكا حيث قتل سبعة أشخاص في تبادل لاطلاق النار بين عناصر الشرطة والمتظاهرين امس الأحد. وفي منطقة بوغرا الشمالية، هاجم 10 الاف محتج على الاقل يحملون العصي والقنابل المصنعة يدويا وغيرها من الاسلحة، خمسة مراكز للشرطة ما اجبر رجال الشرطة على فتح النار عليهم، بحسب مفتش الشرطة شمس الحق. واضاف «جاؤوا من القرى في العديد من المجموعات وهاجموا مراكزنا عند الفجر. قتل سبعة اشخاص في اقليم بورغا من بينهم ثلاثة قتلوا في بلدة شاه جهانبور الاكثر تضررا». وقال: ان قوات الجيش انتشرت في شاه جهانبور لتعزيز الامن. وقتل اربعة اشخاص في بلدة غوداغاري في شمال غرب البلاد بعد ان فتحت الشرطة وحرس الحدود النار على الاف المحتجين من حزب الجماعة الاسلامية بعد ان هاجموا الشرطة بالعصي والحجارة، بحسب قائد الشرطة في المنطقة. وارتفع عدد قتلى الاشتباكات التي اثارها اصدار احكام على عدد من زعماء الجماعة الاسلامية الى 72 شخصا منذ الاعلان عن اصدار اول حكم في 21 يناير، بحسب الشرطة، من بينهم 56 شخصا خلال الايام الاربعة بعد الحكم على نائب زعيم الجماعة. وأدى الحكم على دلوار حسين سيدي نائب زعيم الجماعة الاسلامية الصادر عن «المحكمة الدولية للجنايات» في بنجلاديش، الى صدامات الخميس بين الشرطة ومتظاهرين. وادين المتهم السبعيني بثماني تهم من بينها القتل والاغتصاب واجبار هندوس على اعتناق الاسلام اثناء الحرب الدامية في 1971 بين بنجلاديش وباكستان التي كانت دكا تتبعها تحت مسمى باكستانالشرقية. ودلوار حسين سيدي نائب رئيس الجماعة الاسلامية الذي كان ناشطا ضمن ميليشيات مؤيدة لباكستان، هو ثالث شخصية في الجماعة الاسلامية تتم محاكمته من «المحكمة الدولية للجنايات» في بنجلاديش. وسميت المحكمة كذلك من دون اي مشاركة او اشراف للامم المتحدة عليها، وهي متهمة بانها صنيعة السلطة لدوافع سياسية لا سيما ان اغلبية المحاكمين ينتمون الى المعارضة. من جهتها، تؤكد الحكومة ان هذه المحاكمات ضرورية من اجل اندمال جراح حرب الاستقلال. ودعت الجماعة الى اضراب في جميع انحاء البلاد امس الاحد احتجاجا على الاحكام وعلى قتل المحتجين من قبل الشرطة. وشددت الاجراءات الامنية في العاصمة دكا حيث تم نشر نحو عشرة الاف شخص واغلقت المتاجر والمدارس. وخلت الطرق السريعة والشوارع في العاصمة دكا وفي مدينة شيتاغونغ من السيارات. ودعت الولاياتالمتحدة ومنظمة الاممالمتحدة الى الهدوء، فيما طلبت منظمة «هيومن رايتس ووتش» الحقوقية العالمية من الحكومة والجماعة الاسلامية التحرك السريع لوقف مزيد من اعمال العنف. والسبت دعت الاقليات الحكومة الى تشديد الامن بعد سلسلة من الهجمات على معابد هندوسية ومنازل لانصار الجماعة قتل خلالها مواطن هندوسي. ونفت الجماعة الاسلامية مسؤوليتها عن الهجوم على المعابد. واضرم محتجون النار في قطار داخلي في وقت متأخر السبت. وحدد فريق تحقيق خاص 1175 شخصاً، بينهم جنرالات باكستانيون واسلاميون حلفاء لاسلام اباد في فترة حرب الاستقلال، مشتبها في اقترافهم جرائم اثناء الحرب في 1971 التي خلفت مئات آلاف القتلى. وتفيد تقديرات بأن نحو ثلاثة ملايين شخص قتلوا في الحرب التي اندلعت عام 1971 واستمرت لتسعة شهور، كما تعرضت نحو 200 ألف امرأة للاغتصاب وأحرقت آلاف المنازل.