يقول مراقبون ان محاولة فاشلة لتخفيف حدة خلاف داخل حماس هي السبب وراء وابل من قذائف المورتر أطلقته الحركة على اسرائيل منذ بضعة أيام مما أدى الى تصاعد القتال. ولو كانت هذه خدعة فانها لم تنفذ كما ينبغي على الاطلاق. وقتل عشرة أشخاص في دائرة العنف ويخشى البعض من الجانبين من اندلاع حرب جديدة ما لم يتم احتواء الموقف. وعقدت الان كل من حماس واسرائيل العزم على وضع نهاية لهذا. وتوعدت كل منهما بأنها لن تتراجع في وجه الاعتداء لكنهما أوضحتا أنهما لا تريدان تصعيد دائرة الهجوم والانتقام لتتحول الى صراع كبير. فلسطينيون يشيعون شهداء العدوان الاسرائيلي وقال متحدث باسم حركة حماس ان الحركة تسعى الى تهدئة العنف الذي تصاعد في الآونة الأخيرة لحماية الاستقرار والعمل على اعادة الظروف التي كانت سائدة على الارض. غير أن حماس لم تطلق عشرات من قذائف المورتر على اسرائيل فحسب بل ايضا أعلنت مسؤوليتها. ان حماس حسبت أن اطلاق القذائف على أراض اسرائيلية خالية سيزيد التوترات بدرجة تكفي لتنحية مسألة المصالحة جانبا دون المجازفة بانتقام اسرائيلي من العيار الثقيل. خلاف هنية ومشعل ويعتقد مراقبون في غزة ان حماس لديها دافع اخر مرتبط بانقسام داخل قيادتها بشأن مطالب الشارع الفلسطيني في الآونة الأخيرة بالمصالحة مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتجنح للسلام مع اسرائيل. وتفجرت أزمتها الداخلية هذا الشهر بعد أن نظم عشرات الالاف من الفلسطينيين تجمعات حاشدة للمطالبة بانهاء الخلاف مع حركة فتح الذي يعتقد كثيرون أنه يستنزف تطلعات الفلسطينيين للاستقلال واقامة دولتهم. وخلال حديث اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس في غزة امام الحشود وجه الدعوة الى عباس زعيم حركة فتح المنافسة لاجراء محادثات للمصالحة على مستوى رفيع في غزة. وربما لم يكن هذا التصريح مخططا له مسبقا فوجه هنية الدعوة فيما يبدو دون التشاور مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل الذي يعيش في العاصمة السورية دمشق. ويقول المحلل السياسي هاني حبيب ومحلل آخر هو أكاديمي في غزة متخصص في شؤون الحركات الاٍسلامية طلب عدم نشر اسمه انه لم يكن هناك توافق داخل حركة حماس على المبادرة التي طرحها هنية والتي أثارت جدلا داخليا حادا. عباس فاجأحماس ولو كان هدف هنية هو المراوغة وحسب فقد فاجأه عباس وعقد المشكلة لحماس حين قبل الدعوة فورا. ويقول المحللان انه في حين أن من الصعب أن تتراجع حماس عن الدعوة فانه تم الاتفاق بعد مشاورات على وضع شروط أمنية تجعل زيارة عباس مستحيلة. ويضيف المحللان أن سيناريو الاشتباك المحدود والقابل للاحتواء مع اسرائيل خرج عن السيطرة حين دخلت في المشهد جماعات متشددة اخرى وهو ما يهدد بأن تتطور الاحداث بشكل سيء جدا. ويقول حبيب ان حماس حسبت أن اطلاق القذائف على أراض اسرائيلية خالية سيزيد التوترات بدرجة تكفي لتنحية مسألة المصالحة جانبا دون المجازفة بانتقام اسرائيلي من العيار الثقيل. وقال انه حين انتهكت حماس فجأة التهدئة التي تنتهجها منذ عامين وأعلنت المسؤولية عن اطلاق صواريخ فان هذا لم ينطل على أحد في غزة وفهم الناس أن حماس تريد التغطية على أزمتها الداخلية.