أوضح استشاري الامراض الباطنية بمستشفى ارامكو وعضو جمعية الرحمة الطبية د. احمد الجميل في اتصال مع «اليوم» أن هناك تزايدا في السمنة لدى أفراد المجتمع السعودي بصورة تدعو للقلق، حيث أشار الى أن 23.6 % من النساء بالمملكة يعانين السمنة المفرطة، و14% لدى الرجال، بينما بلغت نسبة الزيادة في الوزن 30.7% لدى الرجال و 28.4% لدى النساء والأطفال، وبين استشاري الامراض الباطنة أن السبب يرجع إلى تغير نمط الحياة في مجتمعنا من خلال عدم تناول الاطعمة الصحية التي تحتوى على الفيتامينات والبروتينات الغنية بالألياف بالإضافة إلى الابتعاد عن ممارسة الرياضة بشكل منتظم بالإضافة إلى الاقبال المتزايد على تناول الوجبات السريعة الغنية بالدهون وكذلك العصيرات المصنعة وأيضاً المياه الغازية التي تحتوى على كميات كبيرة من المواد السكرية الحافظة. وأضاف د. الجميل إن الموروثات قد تلعب دوراً مهما في كفاءة الجسم ، بحيث إذا كان أحد أو كلا الوالدين يعانون السمنة فهناك فرصة أكبر لأحد الابناء بالإصابة والسبب في ذلك هو المورثات المشتركة يبنهم ، كذلك العوامل البيئية المتشابهة والتي تشمل الأطعمة ذات السعرات العالية، وقلة النشاط الرياضي من حيث تحويل الطعام إلى طاقة قد تزيد من كمية الدهون المخزنة داخل الجسم. وذكر الجميل أن هناك دراسية علمية أجراها المركز الجامعي لأبحاث السمنة بجامعة الملك سعود في عام 2001م أظهرت أن تناول الاطفال الذين تتراوح أعمارهم ما بين سن 6 الى 11 عاماً لمشتقات الالبان قل بنسبة 39% ، في المقابل هناك إقبال على تناول عصائر الفواكه المصنعة بنسبة 54% و أيضاً تناول المياه الغازية بنسبة 137%. وأضاف الجميل إن مرض السمنة أصبح وباءً عالميا، يعاني منه الكثير من الشعوب وإذا لم يتوقف أو يتراجع هذا المرض في المستقبل القريب، فسوف تكون هناك عواقب وخيمة وكبيرة حيث تشمل هذه العواقب ارتفاع معدلات المرضى والوفيات، والتكاليف الباهظة للخدمات الصحية والمستشفيات، وانخفاض الإنتاجية لدى أفراد المجتمع وزيادة الأمراض النفسية، وكلما ازداد عمر الشخص قل نشاطه الحركي هذا بالإضافة إلى نقص كمية العضلات في الجسم عند كبر السن مما يؤدي إلى نقص في العمليات الايضية، كما أن متطلباتك الاستهلاكية من السعرات تقل أيضاً مع تقدم العمر، ولذا فإذا لم تقلل من معدل استهلاكك للسعرات، فسيزداد الوزن، ولعل السيدات هن أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالسمنة حيث يقل حجم العضلات في أجسامهن، وينقص لديهن معدل حرق السعرات مقارنة بالرجال، بالإضافة الى أن هناك بعض الادوية والعقاقير الطبية التي تباع في الصيدليات بالمملكة يعتقد البعض خاصة الذين يعانون السمنة المفرطة بأنها تساعدهم في إنقاص أوزانهم بشكل ملحوظ وهذه الادوية التي تساعد الجسم في التخلص من كمية الشحوم المترسبة داخل الامعاء والتي تكونت من خلال الطعام الغني بالدهون والسعرات الحرارية بحيث تقوم هذه الادوية بامتصاصها لتحولها بعد ذلك الى فضلات يتم إخراجها عبر فتحة الشرج يجب قبل تناولها مراجعة الطبيب المختص فربما قد تسبب مضاعفات جانبية مع مضي الايام، وغالبية هذه الادوية مرخصة من قبل منظمة الصحة العالميه ولعل أشهر هذه الادوية هو ما يعرف باسم «أورليستات» حيث يساعد هذا الدواء هو مكمل لتغيير أسلوب للحياة الغذائي والحركي على انقاص الوزن لدى لشخص الذي يتناوله بشكل منتظم لمدة 3 أشهر بنسبة تصل الى حوالي 5%. وأضاف الجميل: «إن المملكة تعتبر واحدة من أسرع البلدان في العالم نمواً في الجانب الاقتصادي وقد صاحب هذا النمو المطرد تغيراً ملحوظاً في الأنماط والعادات الحياتية وعلى وجه الأخص التغير في طبيعة الغذاء ومستوى النشاط البدني للإفراد، حيث قال: «إن كمية ونوعية الغذاء المستهلك قد ازدادت بصورة واضحة، وخاصة الوجبات السريعة والمشروبات الغازية ذات السعرات الحرارية العالية. وعن سبب الوقاية قال الجميل: «هناك وسائل علاجية للوقاية من الاصابة بالسمنة وهي في البداية تغيير نمط الحياة من خلال اتباع نظام غذائي صحي مع زيادة النشاط البدني، حيث تؤدي هذه العوامل الى الحد من تزايد نسبة السعرات الحرارية داخل الجسم أيضا احتمالية التخلص من السمنة باستخدام العلاج بالعقاقير الطبية والتدخلات الجراحية التي تعد حلا بالنسبة للمرضى الذين يعانون السمنة المفرطة».