"في فمي ماء" .. هذه حكاية سلمان السديري في قاعة استفهامات الفرهود في قفص الاتهام الذي لا يدخله إلا الواثق من نفسه .. ذاك الذي يدعى الدليل القاطع ..!! ** لوح الدكتور في يوم وداعه لكرسي اليد .. بوصفة الدواء البعيد عن الغش في تركيبته الكيميائية .. صحيح انه أضمر أكثر مما صرح .. لكنه استخدم إيماءات فهمها من احترقت أصابعه بنيران الاتحاد القاري .. وفهمها أيضا من عاش التجربة في مرحلة التنازل عن المبادئ .. تحت وطأة "الشيوخ أبخس" ..!! يخيل لي أن استقالة السديري .. كانت خيارا وحيدا للحفاظ على مبدأ أتخذه في حياته العملية قبل الرياضية .. بل ان الاستقالة تطير به للتحليق عاليا في عنان السماء .. يرفض أن تكسر أجنحته لإنجاز هنا أو هناك تحت رحمة صناع القرار القاري .. إنه بالتأكيد يرفض أن يكون تابعا .. والحر تكفيه الإشارة ..!! لم يأبه لوعود هنا أو هناك ليصل لمبتغاه .. "فمن لا يأكل بيده لا يشبع" .. ربما كان الدكتور المستقيل يحفظ هذه الجملة عن ظهر قلب .. وكرة اليد الآسيوية ربما لا تقبل بهذا المثل الشعبي .. وتؤمن أكثر بالمثل القائل "اللي تغلب به ألعب به" حتى ولو كان على حساب الآخرين .. ويبدو ان هذا المثل لا ينسجم مع فكر السديري ..!! أعتقد ان استفهامات الفرهود في دليله القاطع لم تعطنا إلا نصف الحقيقة .. وليس كلها .. ليس ضعفا في المقدم .. وليس تهربا من الضيف .. ولكن في بعض الحالات علينا أن نؤمن بالمقولة الشهيرة «ليس كل ما يعرف يقال» ..!! أعتقد ان استفهامات الفرهود في دليله القاطع لم تعطنا إلا نصف الحقيقة .. وليس كلها .. ليس ضعفا في المقدم .. وليس تهربا من الضيف .. ولكن في بعض الحالات علينا أن نؤمن بالمقولة الشهيرة "ليس كل ما يعرف يقال" ..!! وأنا هنا لا أريد أن أخرج بنصف الحقيقة كما خرج بها الفرهود .. ولن أجاري السديري في حكمته بالاكتفاء بالإشارة في بعض الأحيان .. والدبلوماسية في أحيان أخرى .. والمصلحة العامة في نظرته الثاقبة .. لكنني سأسير في رصيف الحقيقة بدون زيادة أو نقصان .. مع الأخذ في الاعتبار بعض المسامير الموجودة على الرصيف .. ومحاولة تجنبها حتى لا تصاب قدماي بالضرر ..!! أعتقد ان السديري لا يحب اللون الرمادي .. هذا اللون الذي غطى جنبات الكرة الأرضية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ورياضيا .. فهو حاد حد السيف .. يسمي الأشياء بأسمائها .. الأبيض أبيض والأسود أسود .. لا يحب اللغة الرمادية .. ولا يقبل "بالحال المايل" .. فالوضوح عنوانه .. واللعب خلف الكواليس صفة يعتبرها ليست من مقاسات الرجال المحبين لأوطانهم .. خصوصا عندما يتعرض منتخب بلاده لظلم واضح .. أو يشعر بأن جهده وجهد العاملين معه ولاعبي وطنه مرهون بخيارات لا تتوافق مع المنافسة الرياضية الشريفة في المحافل القارية والدولية ..!! هو صاحب مبدأ .. تعلم من الصحراء نقاء السريرة .. وصفاء النفس .. وعدم تحقيق الأهداف على حساب الآخرين .. تلك هي نافذته المطلة على الرياضة .. ولا يرضى بأي نافذة أخرى لا يستنشق منها هواء نقيا ..!! كم نحسدك أيها الضارب بمصالحه الشخصية عرض الحائط .. الهارب من زمن الغش القاري .. والواثق من مبادئه .. والمواطن الذي يجعل سمعة بلده خطا أحمر .. !!