أجمع شباب البرلمان في برنامج « علماء المستقبل « الذي تنظمه ادارة التربية والتعليم بالمنطقة الشرقية داخل بيوت الشباب بالدمام بأن المدارس لا زالت مقصرة في جانب التعليم بالتدريب ، وأن الطالب يحتاج في المراحل السنّية المبكرة إلى أن يعيش التجارب العلمية داخل المختبرات ليشاهدها عياناً ومن ثم يربطها بالنظرية . وقالوا بأن البرنامج لم يقتصر على جانب إكساب المعرف والمعلومات العلمية ، وأنه حرص على إكسابهم مهارات حياتية ، لأن الإنسان الناجح يجب أن يجمع بين مهاراته العملية وتعامله مع الآخرين . وطالبوا في ختام البرلمان بأن تلتفت الوزارة بكل ما عندها من مكتسبات وخبرات علمية ومادية إلى تفعيل الجانب المهاري وألا يكون مجرد نظريات وخطط من دون تفعيل . علي الغانمي: في البدء، أرحّب بكم وأشكركم على تلبيتكم دعوة «دار اليوم»، لحضور برلمان الشباب لهذا الأسبوع، الذي يركز على موضوع، نراه مهماً للغاية ويستحق الاهتمام من الجميع، وهو البرامج العلمية المدرسية، التي تساعد عن إيجاد جيل من الطلاب الأذكياء والنابغين، الذين يمكن تأهيلهم ليصبحوا علماء الغد، ولعل برنامج «علماء المستقبل»، الذي نظمته ادارة التربية والتعليم خير برهان، ينبغي أن نسلط عليه الضوء، لنعرف كيفية تأسيس قاعدة، لتفريغ هؤلاء العلماء، ليكونوا ذخراً للوطن بعلمهم وثقافتهم ونبوغهم، وقبل أن نبدأ محاور هذا البرلمان، أنقل لكم تحيات الزميل محمد الوعيل رئيس التحرير، الذي يوصي على الدوام، بألا يغيب برلمان الشباب عن صفحات «اليوم»، إيماناً منه، ومن الدار بأن التواصل مع الشباب، أمر مهم ولابد منه، ويجلب الفائدة لهم وللمجتمع، ولكم أن تعلموا أن برلمان الشباب في «اليوم» بات محط أنظار المسؤولين وولاة الأمر، الذين يتفاعلون مع ما ينشر فيه، وبما أن لكم تجربة فريدة مع برنامج «علماء المستقبل»، رأينا أن نناقش مدى التفاعل مع هذا البرنامج من جانب الشباب السعودي، وما هي التحديات التي يواجهها هذا البرنامج؟، وكيف يمكن تجاوزها بسهولة؟، ودعونا نبدأ مع أول المحاور البرلمان، مع الأستاذ إبراهيم الشمراني ونناقشه عن فكرة البرنامج، وتطورها من مجرد فكرة إلى برنامج.
إبراهيم الشمراني : بداية، نشكر «دار اليوم»، لريادتها في استضافة فئة الطلاب، وتبني أفكارهم واقتراحاتهم، وهذا الريادة، أعلت من شأن صحيفة «اليوم» في نفوس الشباب، الذين وثقوا فيها، وأشكر الصحيفة مرة ثانية، لاختيار برنامج «علماء المستقبل» عنواناً لهذه المحطة من محطات برلمانات «دار اليوم»، وعودة إلى سؤالك، فمشروع البرنامج، انطلق عقب مخيم شبابي، أقامته شركة أرامكو السعودية في مدينة بقيق العام الماضي، وبعد انتهاء المخيم، فكرنا في فكرة برنامج «علماء المستقبل»، ورأينا أن يقام هذا البرنامج الذي يحتوي على أنشطة طلابية عدة، وبدأنا البرنامج، بتكون لجان علمية، ووضع الأطر والأنظمة التي نسير عليها في تشغيل البرنامج، وحددنا ثلاثة مسارات لتفعيل هذا المشروع، أولها المسار العلمي في الرياضيات والعلوم، ويستهدف تدريب طلاب المرحلة المتوسطة على فنيات التعامل مع مناهج هذين العلمين، والمسار الثاني هو مسار المهارات الحياتية، في فن التواصل مع الناس، وتأسيس علاقات طيبة معهم، والقدرة على صنع القرار، ووضع البدائل للموضوعات محل النقاش والتفكير، ووضع استراتيجيات للنجاح، وتحليل الشخصيات والتواصل معها، والمسار الثالث للبرنامج، هو المسار القيمي والتقييمي، والمقصود ب»القيمي» هو ترسيخ عدد من المبادئ والقيم في نفوس الشباب، لمواجهة متغيرات الحياة السريعة والمادية وعالم العولمة، حيث تراجع دور المسجد والمدرسة والجامعة في بث هذه المبادئ التي تربينا عليها في السابق، وأدرجنا مع هذا المسار، جانباً ترفيهياَ للترفيه عن الطلاب، والتخفيف عنهم، عبر استحداث أنشطة فنية ورياضية، وإقامة زيارات إلى عدد من المصانع، مثل مصنع الزامل، للاطلاع على التجارب الناجحة في قطاع الصناعة، ونفذنا زيارات لجامعة البترول، لمتابعة مراحل صناعة السيارات، وهذا كله من أجل بناء إدارة الطلاب، وتحفيزهم على النجاح، وتعزيز الطموح لديهم، ووضعنا معايير لاختيار الطلاب المنضمين إلى البرنامج، وحددنا نسبة مشاركة الطلاب، بواقع 30 طالباً من عدة ً، ومن هذه المعايير، أن يكون الطالب ذا مستوى تعليمي جيد في الرياضيات والعلوم، وأن يتمتع بإمكانات في التفكير المنطقي والعلمي، وتم استقطاب مدربين على مستوى عال جداً، لتأهيل الطلاب، وانطلق افتتاح البرنامج، بعمل شراكة مع الطلاب أنفسهم، لتشجيعهم على النجاح، ومدة البرنامج، ستة أيام فقط ذات إقامة كاملة. على الغانمي: هل يقتصر البرنامج على تدريبات الرياضيات والعلوم فقط أم يحرص على إقامة أنشطة أخرى وتدريبات في بقية المنهج العلمية؟ إبراهيم الشمراني : كما ذكرت لك، أن البرنامج له ثلاثة مسارات، هذه المسارات بنيت على أساس أن يكون الطالب هو العنصر النشط والمتحدث والمفكر والمبتكر، ويقتصر دور المدرب على إدارة العمليات فقط، وفي مسار المهارات الحياتية، يتدرب فيه الطلاب على مهارات مهمة تعزز وجودهم في المجتمع والبيئة التي يعيشون فيها، وتساعدهم على وضع استراتيجية تعامل، مع المحيطين بهم، لتعزيز نجاحهم، ويعلم هذا المسار الطلاب مهارات التعامل مع الآخرين، ومعرفة ما في داخلهم، وهو محور يميل إلى الجوانب النفسية أكثر من غيرها.
علي الغانمي: أنتقل بالحديث إلى الأستاذ محمد الشهري المشهود له بالجهد الكبير والسمعة الطيبة في الأنشطة اللامنهجية.. وسؤالي يدور حول إمكانية التوسع في الأنشطة اللامنهجية، وكيفية جذب الطلاب للتفاعل معها والاستفادة منها؟ محمد الشهري : وزارة التربية والتعليم في المملكة العربية السعودية، تعتبر من الوزارات صاحبة الريادة في تخصيص ميزانيات ضخمة تتجاوز 200 مليار ريال وفق آخر ميزانية عامة للبلاد، وهذه رؤية ناجحة ونيرة، عبر الاهتمام بأبناء الوطن، ومنذ تولي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز، وهو يسعى لأن يكون التعليم لدينا مميزاً، ولا أبالغ إذا قلت إن المملكة اليوم من الدول الرائدة في مجال التربية والتعليم، وفي عام 2044 ستصبح المملكة من الدول المصدرة للمعرفة في إطار خطة تسير عليها وزارة التربية والتعليم حالياً، والنشاط الطلابي في برنامج «علماء المستقبل»، يضم عدة أنماط، تبدأ بتبني الفكر العلمي لدى الطلاب، مروراً بتطويره وصقله، وانتهاءً بالمشاركة في المسابقات العلمية حول العالم، والمنطقة الشرقية رائدة في هذا المجال، بدليل أن أحد طلابها حصل على الميدالية البرونزية على مستوى العالم، تبنت فكرة البرنامج. علي الغانمي: هل ترى أن هناك عزوفاً من الطلاب عن المشاركة في مثل هذا البرنامج، خاصة في أوقات الإجازة الصيفية التي يحرص بعض الطلاب ألا يشغلهم شاغل عن التمتع بالإجازة؟ محمد الشهري : مجتمع المنطقة الشرقية يتميز بنوع من الثقافة العلمية، التي تجعل الطلاب وأولياء الأمور حريصين على التفاعل مع مثل هذه البرامج، والمشاركة فيها، لدرجة أن أحد أولياء الأمور ألغى رحلة أسرته الترفيهية، حتى يتمكن ابنه من المشاركة في البرنامج.
علي الغانمي: كيف يتم اختيار الطلاب المشاركين في البرنامج؟ وكيف يتم التأكد من مستواهم؟ محمد الشهري : البداية تنطلق من المدارس التي تعقد اختبارات لطلابها في مادتي الرياضيات، والعلوم، لمعرفة أفضل المستويات لديها، والطلاب الذين يقع عليهم الاختيار في المرحلة التمهيدية، يدخلون مرحلة تصفيات لاختيار الأفضل منهم، وهؤلاء هم المستهدفون في الدخول لبرنامج «علماء المستقبل». على الغانمي: نريد أن ننتقل إلى المحصلة النهائية من وراء مشاركة الطلاب في مثل هذه البرامج وإلقاء الضوء على درجة الاستفادة منها؟ د .علي الأنصاري : تركيبة الطلاب في المرحلة الابتدائية أو المتوسطة، تميل إلى السعي الحثيث لإثبات النفس أمام الآخرين، بأي صورة كانت في أي نشاط يشاركون فيه، ونحن نحاول أن نستغل هذه الميزة في الطلاب عبر هذا البرنامج، الموجه لطلاب المرحلة المتوسطة، ولعل وجود مثل هذه البرامج، تشبع رغبة الطالب في إثبات نفسه، و أرادنا من وراء برنامج «علماء المستقبل»، إقامة برامج تجذب الطلاب إليها، وتمنحهم الفرصة لإثبات أنفسهم علمياً أو اجتماعاً، أو أدبياً، لذلك أستطيع التأكيد أن تشجيع الجهات القائمة على مثل هذه البرامج، يؤدي إلى اكتشاف المواهب والمبدعين من بين الطلاب، وتبني إبداعهم وأفكارهم، إلى أن ترى النور في صورة اختراعات تفيد الوطن. على الغانمي: ننتقل إلى الطلاب المشاركين في البرنامج لنتعرف على آرائهم في البرنامج، و المسارات التي انضموا إليها ولماذا؟ وماذا استفادوا من خبرات ؟
محمد المالكي: جميع الطلاب المشاركين في البرنامج، يمرون على المسار العلمي، ويحصلون من خلاله على مقدار معين في مادة الرياضيات، وعلى المقدار ذاته في مادة العلوم، بعد ذلك لابد من المرور على المسارين الآخرين، وهما المهارات الحياتية، والمسار القيمي، ولا يوجد استثناء من المرور على هذه المسارات مجتمعة، وفي المسار العلمي، خضعنا لتدريبات مكثفة في الرياضيات للتعرف على فوائد الجبر والمساحة والتفاضل والتكامل، وفي العلوم، ندرس التفاعلات الكيماوية وأنواعها، والجميل في المسار الثاني، أنه يعلم الطلاب عدم اليأس أمام أي عقبات يواجهونها، وأن عليهم عدم الاستسلام للأمر الواقع، ومحاولة تغيير هذا الأمر بأي طريقة وأي وسيلة للأفضل، ولعل برنامج زيارات المصانع التي نظمها البرنامج للطلاب، أفادنا في التعرف على مراحل الصناعة، وتحويل المواد الخام، إلى منتجات وسلع صالحة للاستخدام أو التصدير، وأعتقد أن تجربة هذا البرنامج، من الممكن أن تحفز الطلاب على الابتكار والاختراعات، وقد أفادني هذا البرنامج في الوصول إلى فكرة اختراع، تقلل من الحوادث المرورية، باستخدام تقنية، تحذر قائدي السيارات من الوقوع في الحوادث. وضعت معايير لاختيار الطلاب المنضمين إلى البرنامج، وحددت نسبة مشاركة الطلاب، بواقع 30 طالباً من عدة مدارس بالمنطقة الشرقية . راكان الوادعي: لا شك أن البرنامج مفيد ومجدٍ للطلاب المشاركين فيه، خاصة أن التدريبات التي حصلنا عليها خلال البرنامج جديدة ومختلفة عن الدروس التي تلقيناها في المدرسة، وعن نفسي استفدت من هذا البرنامج عبر إجراء عدد من التجارب العملية، التي تقلل من درجات الحرارة أثناء فصل الصيف، والعكس، ومثل هذه التجارب تساعد على تقوية أداء أجهزة المكيفات أثناء فصل الصيف، واعتمد البرنامج على طريقة تعليم قائمة على إجراء التجارب العلمية، ومثل هذه الطريقة غير مفعلة في المدارس بشكل كاف، لذا أنصح بمحاكاة طريقة البرنامج في الشرح والتدريس، في مدارسنا، إذ لابد من اعتماد التجارب العملية، لتعليم الطلاب وتدريبهم، بدلا من الطريقة النظرية، ولا أخفي عليكم، أنني أخطط للوصول إلى عدد من الاختراعات العلمية، مثل مقاومة الجاذبية الأرضية. عبد العزيز المبرزي: تم ترشيحي للبرنامج من قبل مدير المدرسة، لمستواي العلمي المتقدم في المواد العلمية، ولا أنكر أنني استفدت كثيراً من تلك المشاركة، وألممت بمعلومات علمية للمرة الأولى أتعرف عليها، لأنها للأسف غير موجودة في المناهج المقررة علينا في المدرسة، وأعتقد أن هذه المعلومات لن تغيب عن ذاكرتي أبداً لأنني عرفتها عن طريق إجراء تجارب علمية في المعامل، على سبيل المثال، عرفت معلومات إضافية عن الذرات والالكترونيات، وفتحت لي هذه التجارب المجال أما المزيد من التفكير للوصول إلى عدد من الاختراعات والابتكارات.
عبد الرحمن الغصاب : البرنامج له عدة فوائد علمية وحياتية، وفقا لمسارته التي تحدث عنها الزملاء، وكنت حريصاً من البداية على أن أستفيد من أنشطة البرنامج وفعالياته، خاصة أن البرنامج تضمن معلومات لم تكن موجودة في المناهج، والمشاركة في مثل هذه البرامج تساعد الطلاب وتؤهلهم أن يكونوا نابغين ومميزين عن أقرانهم، وهذا ما لمسته من تعاملي مع زملائي، الذين وجدتهم حريصين على أن يكونوا مميزين يميلون إلى طرح أفكار جديدة ومميزة، تستحق الاهتمام من المعنيين بالأمر، حتى تصبح اختراعات حقيقية. عبدالله السرحان: لن أقول جديداً على ما ذكره زملائي المشاركين معي في البرنامج، سوى أن هذا البرنامج كان شاملاً في أهدافه، فلم يقتصر على الجوانب العلمية فحسب، وإنما جمع المهارات الحياتية، التي لا تقل أهمية عن المسارات العلمية، فقد يكون هناك طالباً متفوقاً في العلم، ولكن غير ذلك في هذه المهارات الحياتية، فيخسر الكثير من خلال علاقاته الفاشلة مع الآخرين، وعدم قدرته على التعامل مع الناس بمختلف ميولهم وتوجهاتهم، وهذا ما استفدنا منه في المسار الثاني من البرنامج، وكما قال زملائي، إن الجميل في فعاليات البرنامج، أن جميع التدريبات والمعلومات العلمية، غير موجودة في المقررات الدراسية، مما جعل استفادتنا مضاعفة، مثل نظرية التعمية، وهي عملية تشفير عبر الأرقام الحسابية. راكان العجمي : أتفق مع زملائي على أن البرنامج كان مفيداً جداً للطلاب المشاركين فيه، سواء على الناحية العلمية من منطلق اهتمامات المسار الأول، أو اكتساب المهارات الحياتية في المسار الثاني، أو عن طريق توثيق العلاقات مع المزيد من الزملاء المتفوقين في بقية المدارس، يجب على الجهات المعنية أن تهتم بمثل هذا البرامج التوسع فيها، ودعم الجهات المنظمة لها، مع ملاحظة أن درجة استفادة الطلاب من هذا البرنامج فاقت استفادتهم من المدرسة نفسها، لأن البرنامج اعتمد على التعلم القائم على الترفيه، وهي صفة نفتقدها نحن الطلاب في المدارس. علي الغانمي: الطالب راكان لفت النظر إلى أهمية التعليم القائم على التدريب والترفيه، وهي ميزة رائعة وجميلة، وجديرة بالاهتمام.. فما رأيكم كتربويين ؟ إبراهيم الشمراني : بلا شك أن التعليم القائم على التدريب، ذو جدوى ويجلب الفائدة للطلاب، فالتدريب مهم للغاية، وهو قادر على إيجاد أجيال واعية وفاهمة، وقادرة على استيعاب المعلومات العلمية المطلوبة بسهولة والتعاطي معها، واستدعائها بسهولة من الذاكرة، وهذا البرنامج كشف أن طريقة تدريس المعلم في المدرسة عقيمة ولا فائدة منها، لأنها غير قائمة على التدريب الشيق.
باسل الشهري: ما لفت نظري في البرنامج، أنه ممتع وشيق في مراحله، حيث خلا من الملل والرتابة التي قد يشعر بها الطالب في الفصل الدراسي، خاصة أن البرنامج استهدف مادتي الرياضيات والعلوم فقط، وأضاف إليهما المهارات الحياتية، مما دعم جانب التنويع التي تزيل الملل والرتابة من نفس الطلاب، وقسمنا أوقاتنا بين المسارات الثلاثة التي تحدث عنها الزملاء قبل قليل، فمن الساعة الثامنة مساءً إلى الساعة الثالثة صباحاً، كنا نحصل على دروس في المواد العلمية، بعدها نحصل على فترة راحة، ثم نستأنف من الساعة الواحدة في مسار المهارات الحياتية، وخلاصة القول، إن جدول البرنامج مستفاد منه بالكامل على مدار الساعة، بين التعليم والتدريب والترفيه. ماجد خنفر: اكتسبت خلال أيام البرنامج ومن خلال الإقامة الكاملة على مدار الساعة في المقر المحدد، أشياء كثيرة ومتنوعة بين اكتساب مهارات علمية في مادتي الرياضيات والعلوم، وبين خاصية الاعتماد على النفس في المعيشة اليومية وتدبير شؤوني، وبين اكتساب علاقات جديدة وقدرات نفسية تمكنني من التعامل مع الآخرين بمختلف ثقافاتهم وميولهم، وصراحة، رغم أن البرنامج اعتمد الإقامة الكاملة طيلة فترة إقامته، إلا أنني لم أشعر أبداً بالغربة عن أهلي، خاصة أن جوانب الترفيه والتسلية لم تغب عن البرنامج، بجانب توثيق العلاقات مع الزملاء، وهي جوانب مطلوبة ومسلية، وأنستنا الغربة، وعشنا لحظات سعيدة، تجعلنا بلا شك نحزن عند انتهاء البرنامج، والعودة إلى بيوتنا ومدارسنا. عبدالله النجار : البرنامج حفل بالاستفادة الاجتماعية، حيث نمّى فينا روح الجماعة وروح الفريق الواحد والتعاون في كل الأمور، بداية من ترتيب الغرف الخاصة بنا، ومروراً بإجراء التجارب العلمية بشكل جماعي، يضاف إلى ذلك القدرة على تنظيم الوقت بين الجوانب الترفيهية، والتعليمية، وإن وجدنا صعوبة في تنظيم الوقت في البداية، استطعنا تنظيمه بسهولة كبيرة جداً في الأيام الأخيرة وتعودنا على ذلك، ومن أبرز الأشياء في البرنامج، وسيلة توصيل المعلومة العلمية إلى الطلاب بهذه السهولة إلى الطلاب، وأقصد بذلك إيصالها بطريقة سهلة، لا تخلو من ترفيه، وتحفيز على التفكير والمشاركة في الحل، وإعمال العقل، وما أعجبني في البرنامج اهتمامه بالعلوم والرياضيات، لأن في هذين العلمين كل مناحي الحياة. علي الغانمي: هل هناك مشاريع مستقبلية ستدعم إقامة مثل هذه البرامج في المستقبل ؟ إبراهيم الشمراني : أنا سعيد جداً بحديث الأبناء عن هذا البرنامج بهذا الشكل الجميل والرائع، الذي يؤكد أن التجربة نجحت وحازت على قبول الكثيرين من الطلبة، الذي اؤمن أنهم استفادوا من هذا البرنامج، وهذا يشجعنا على الاستمرار في هذا البرنامج، وتعديله وتطويره، بما يفيد أكبر عدد من الطلبة، تحديث مهارات التفكير لدى الطلاب، وتنويع طرق الشرح وإيصال المعلومة للطالب، والاهتمام بالوسائل العلمية وإجراء التجارب، ونفكر أن نقيم مثل هذا البرنامج بطريقة منتظمة، وأن يشتمل ضمن فعالياته، تقييم الطالب، وإجراء اختبارات له، يضاف إلى ذلك، نبحث أن تكون هناك رعاية لمثل هذه البرامج، لضمان استمرارها. محمد الشهري : المناهج لدينا في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في الرياضيات والعلوم، أصبحت متقدمة بشكل لافت للنظر، حتى إن أحد أولياء الأمور من الجالية المصرية، قال: إنه يتمنى أن يدرس ابنه في المدارس السعودية حالياً، للاستفادة من هذه المناهج، وآمل إقامة أندية علمية مختصة بالعلوم والرياضيات، كما هو الحال في الدول الغربية، يضاف إلى ذلك، نناشد بدعم مثل هذه الأنشطة والبرامج، لضمان استمرارها من جانب، وضمان الجودة فيما تقدمه من برامج وأنشطة علمية وحياتية، وأضف إلى ذلك أهمية اهتمام أولياء الأمور بالجوانب العلمية لدى الابناء وتشجيعهم على هذا الأمر.