لا يمكن لأمة أن تنهض وتنافس الامم الأخرى إذا كان التعليم لا يحظى باهتمام المسئولين وعلى رأسهم وزير التربية والتعليم. الحقيقة أن التعليم يعد الأساس في معادلة المنافسة والتنمية والرخاء وجودة الحياة المعيشية. ولا شك أن التعليم يرفع شأن الأمة ويزيد من احترام الأمم الاخرى لها. واذا كنا نريد لأمتنا العزة والكرامة والنهوض وتخطي مرحلة ما بعد نضوب البترول فيجب ان نهتم بالتعليم ونجعله اولوية خططنا الاستراتيجية لأن النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة لا تتحقق إلا بالعلم والمعرفة، لذلك تحولت دول من الاقتصاد التقليدي الى اقتصاد المعرفة. ويعتبر كل من المعلم والمعلمة أهم عناصر نجاح العملية التعليمية والتربوية، لذلك تهتم الدول المتقدمة بنواحٍ أساسية لتطوير وتحفيز المعلم والمعلمة، حيث الرواتب المغرية والتأمين الصحي وظروف العمل المشجعة على التعلم والالتحاق بمهنة التعليم وبالتالي نزيد انتاجية وجودة التعليم. وينعكس اهتمام الدول بمعلميها ومعلماتها على علاقتهم بطلابهم وطالباتهم، بل تتنافس الاجيال على وظيفة المعلم والمعلمة التي أصبجت اليوم غير جاذبة في بلادنا لما فيها من مخاطر على حياة المعلم والمعلمة. التخطيط الاستراتيجي الصحيح والفعال للتعليم في المملكة مفقود لأسباب كثيرة أهمها أن غالبية القائمين على التعليم لا رؤية لديهم ولا يعتقدون بأهمية التخطيط الطويل الاجل ويعملون من مبدأ التخطيط القصير الأجل. ولأهمية التعليم في حياة الأمم فقد طلب رئيس وزراء اليابان من وزير التربية والتعليم فور تسلمه عمله الاطلاع على الخطة الاستراتيجية للتعليم في بلده وطلب أن تكون الرؤية للتعليم في اليابان للمائة عام القادمة. هل هذا ما يحدث في بلادنا؟ أم الهم الأكبر لوزير التربية والتعليم ملاحقة الحوافز المتواضعة للمعلم والمعلمة والغائها للتقشف وتقليص التكاليف بينما هدر وزارته للاموال في امور ثانوية يفوق ميزانيات دول لم نصل الى ما وصلت اليه من العلم والمعرفة والتقدم في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية والتكنولوجية. التخطيط الاستراتيجي الصحيح والفعال للتعليم في المملكة مفقود لأسباب كثيرة أهمها أن غالبية القائمين على التعليم لا رؤية لديهم ولا يعتقدون بأهمية التخطيط الطويل الاجل ويعملون من مبدأ التخطيط القصير الأجل. ولقد قرأنا للأسف في المصادر العالمية أن هناك شهادات مزورة حصل عليها بعض المسئولين في دول العالم من جامعات أشبه بالدكاكين يعني شهادات مضروبة على قولهم. وظهرت اسماء قياديين في وزارة التربية والتعليم في المملكة بينهم. ولا نعلم ماذا عمل الوزير بهؤلاء الاشخاص الذين يتقلدون مناصب عليا في وزارته. إن وجود مثل هؤلاء الأشخاص في وزارة التربية والتعليم وإن قلوا يسيء لوزارة التربية والتعليم، بل وللمملكة ويعطينا إشارة خاطئة عن جدية الوزارة في تحقيق أهدافها. لا يصلح التعليم في المملكة إلا ببيئة محفزة للمعلمين والمعلمات والطلاب والطالبات، لكن الإصلاح يبدأ بقمة الهرم التعليمي في المملكة لتعيد للمعلم والمعلمة الاحترام وتوفر الحوافز المالية والمعنوية المشجعة على الأداء المتميز. جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [email protected]