دعا معاذ الخطيب، زعيم المعارضة السورية، الرئيس بشار الأسد للاستجابة لعرضه بالدخول في محادثات سلام لإنهاء الأزمة المستمرة منذ نحو عامين. ودعا الخطيب، الذي تم انتخابه أخيرا كرئيس للائتلاف الوطني السوري، الأسد الأسبوع الماضي لتفويض نائبه، فاروق الشرع، لبدء مفاوضات مع المعارضة. وقال الخطيب في لقاءات تلفزيونية الاثنين "أطلب من النظام إرسال فاروق الشرع - إذا قبل الفكرة - وبإمكاننا الجلوس معه." وأضاف "القضية الآن في ملعب الحكومة... للقبول بمفاوضات الرحيل بخسائر أقل." كما اعتبر أن السعي لإجراء حوار من أجل إنهاء الصراع ليس "خيانة". وفي تصريحات أخرى قال "يجب أن يتخذ النظام موقفا واضحا (من الحوار). ونقول إننا سنمد يدنا لمصلحة الشعب ولمساعدة النظام على الرحيل بسلام." وبحسب مراقبين، فقد أدهش زعيم المعارضة العديد من رفاقه الأسبوع الماضي بعرضه لإجراء محادثات مع الحكومة بشرط إطلاق سراح 160 ألف سجين. فقد ظلت المعارضة السورية في السابق تصر على أن يتنحى الأسد عن منصبه قبل إجراء أي محادثات. وأيدت الولاياتالمتحدة مبادرة الخطيب لكن لم يرد أي رد من دمشق على العرض. لكن الرئيس بشار الأسد قال في السابق إنه لن يكون هناك حوار مع من وصفهم بالخونة أو "عرائس صنعها الغرب". كما تمضي الحكومة السورية في استعداداتها لعقد مؤتمر للحوار الوطني وإجراء استفتاء على ميثاق وطني. وعقد الخطيب محادثات في ميونيخ قبل أيام مع وزيري الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي والروسي سيرغي لافروف. كما اجتمع بنائب الرئيس الأمريكي جو بايدن. ويقول جيم ميور، مراسل بي بي سي في لبنان، إن هذا يظهر أن ثمة خطوط اتصال جديدة قد فتحت. ويضيف مراسلنا أنه مع استمرار القتال يبدو أن هناك إدراكا متزايدا لدى طرفي الأزمة بأن انسدادا يلوح في الأفق وأن الحل السياسي ربما يكون المخرج الوحيد. وقال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الاثنين إن مشاكل سوريا لا يمكن أن تحل بالسبل العسكرية، ودعا إلى "تفاهم وطني وانتخابات حرة".