لم تكن كلمات الأمير مقرن بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء - بالأمس - التي أكد فيها اعتزازه بالثقة الملكية، و «جعل مصلحة المواطن نصب عينيه» إلا استشعاراً لعظم المهمة التي يحملها على عاتقه، وهو جدير بها بكل تأكيد، وتجذيراً لعملية الإصلاح والدفع بكفاءات جديدة في منظومة الحكم السعودي، التي يحرص القائد على ترسيخها بشكل تدريجي ومتوازن. الأمير مقرن - عبر كل مسؤولياته السابقة، ابتداءً من كونه طياراً كفؤاً في قاعدة الظهران الجوية، إلى إمارة منطقة حائل، حتى مسؤوليته في جهاز الاستخبارات - اكتسب خلالها حنكة إدارية هائلة، وأثبت قدرته على قراءة الأحداث وصنعها، وليس مجرد المشاركة فيها، وبالتالي فهو ليس غريباً على المشهد العام في المملكة، وإن كان يأتي في ظروف شديدة الحساسية وفي توقيت غايةً في الأهمية، يرسم فيه «أبو متعب» ملامح المستقبل بما يضمن الاستقرار الذي عهدناه، والأمن الذي عشناه، ونحلم بأن يكون أيقونتنا على هذه الأرض، ليكون الهدف النهائي للمليك - ليس فحسب - وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، ولكن أيضاً توفير البيئة والمناخ اللازمين، لاستمرار الرؤية التفاعلية ما بين منظومة الحكم عبر كل درجاتها ومسؤولياتها، وبين أحلام وطموحات المواطن في شتى المناطق والمحافظات، وهنا تكون الضمانة المستقبلية - بإذن الله - مبنية على خط التماس والتواصل بين الحكم والشعب.. بالضبط، ككل نماذج الضمانات الحقيقية التي عشناها ونثق في توافرها على أرض الوطن. هنا، نتأكد جميعاً أن الإصلاح ليس مجرد شعار انتقالي، لكنه أساس متدرج، يوازن بين الحاجة والهدف، وبين المحاور والمناخ العام، فنعرف أكثر أن منظومتنا العملية وفي سائر خطواتها تلبي أسس الاستقرار في عالم يموج بالصراعات والقلاقل. وهنا - وفي شخصية الأمير مقرن - تكون الثقة في محلها تماماً، وتكون الآمال المعقودة، على سموه، ضمن توافر كل عناصر الثقة والاطمئنان في إستراتيجية المليك مهيأة أيضاً، ليضطلع بمسؤولياته في رفعة ونهضة الوطن والمواطن معاً. بقي أن أقول: إن لقائي مع الأمير مقرن عندما كان أميراً لحائل لا يزال في ذاكرتي بتطلعات أبو فهد مقرن بن عبد العزيز في كافة مناحي الحياة منذ أن كان طالباً في معهد الأنجال، مروراً بجميع المحطات التي مرت بحياة هذا الإنسان المبتسم دائماً.