لم يكن لفتيات «الصم والبكم»، وهن جزء من ذوي الاحتياجات الخاصة، استراتيجية خاصة، كبقية فئات المجتمع، فهن يشعرن بالدونية أحياناً، وبضعف الاهتمام بهن أحياناً أخرى، ومن هنا، رأينا أن نفتح لهن هذا الحيز، يتحدثن فيه بصراحة عن آلامهن ومعاناتهن، ويكشفن بصراحة عن أمنياتهن، التي تركزت في إيجاد وظائف مناسبة لهن بعد التخرج، وإنشاء جامعات خاصة بهن، وتدريب أفراد المجتمع على لغة الإشارة، مؤكدات أن لديهن طاقة إبداعية، لا تقل عن الأخريات، يردن استثمارها لصالحهن وصالح المجتمع. امنيات كثيرة يحلمن بها ويرغبن في تحقيقها ( اليوم ) لغة الإشارة قالت الطالبة فاطمة البندر : «نواجه بعض المعاناة خصوصا عندما نريد التحدث في السوق مع الآخرين، والتفاهم معهم بلغة الإشارة، ونصطدم بدهشة الآخرين من هذه اللغة الغريبة»، مضيفة «تنحصر متطلباتنا وآمالنا في أن يفتح لنا جميع المجالات، سواء في المعاهد أو الجامعات، وإتاحة الفرصة لنا للتعلم والإبداع، لأن الله سبحانه وتعالى حرمنا نعمة السمع والكلام، بيد أنه سبحانه وتعالى رزقنا قدرات رائعة، تفوق التصور، وأطمح إلى إكمال دراستي الجامعية، وأن أتعلم وأعمل وأعتمد على نفسي، وليس على أهلي، فنحن نتألم لعدم وجود شيء لنا بعد الثانوية». نظرة المجتمع غير عادية بالنسبة لنا، وبالتالي تكون هناك رغبة منا في عدم الاتصال معهم، لذا ينحصر تعاملنا في التعامل مع الأسرة والمدرسة فقط نظرة المجتمع وتشاركها الحديث زميلتها الطالبة بتول السالم التي تقول: «نظرة المجتمع ربما تكون غير عادية بالنسبة لنا، وبالتالي تكون هناك رغبة في عدم الاتصال معه، لذا ينحصر تعاملنا في التعامل مع الأسرة والمدرسة لصعوبة إيصال الفكرة المرغوب فيها لكل الأشخاص، وآمل في وجود دورات تدريبية للأشخاص العاديين وطريقة التفاهم والتخاطب مع ذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، ومع الصم بشكل خاص». وتستطرد بتول قائلة: «أما عن التسهيلات التي نواجهها في الدوائر الحكومية، فنحن ولله الحمد نلقى عناية فائقة وتسهيلات أثناء مراجعاتنا الدوائر الحكومية، وأتمنى إنشاء جامعة خاصة للصم والبكم داخل الأحساء». وتضيف الطالبة زهرة اليوسف قولها: «دائما أفكر بعد التخرج في نصيبي بالمجتمع، وهل سيكون نصيبنا وظيفة تليق بنا كذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى أم لا؟ أتمنى أن أصبح معلمة حاسب وأستطيع من خلال هذه المهنة خدمة مجتمعي ووطني». وتشير الطالبة كوثر المطاوعة إلى أن «المعاناة الحقيقية التي نعانيها في مجتمعنا، هي عدم التواصل مع المجتمع وعدم فهم لغة الصم بالنسبة لأفراد المجتمع»، مضيفة «أتمنى مواصلة الدراسة والعمل بعد ذلك. أما بالنسبة للتسهيلات التي نواجهها في الدوائر الحكومية، فأجدها قليلة أو تكاد تكون معدومة، وآمل من الجميع، تسهيل أمورنا، كذوي الاحتياجات الخاصة الأخرى»، وتضيف «أتمنى الالتحاق بالجامعة أو المعهد بعد التخرج في الثانوية وإيجاد عمل مناسب لنا كصم، وكذلك تركيب قوقعة للأذن». نظرة دونية وترى الطالبة خلود أن «نظرة المجتمع لنا كذوي احتياجات خاصة، وتحديداً فئة الصم والبكم، فيها نوع من الاستهانة والدونية، ونأمل في أن نلتحق بالكليات والجامعات، كي نرتقي بتعليمنا، ونعمل كأي فرد في المجتمع، سواء في المستشفيات كطبيبات أو ممرضات، والكثيرات منا يأملن في أن يصبحن معلمات أطفال». جامعة خاصة وتجد الطالبة صالحة أن التحدث مع الآخرين فيه صعوبة بالغة، وتقول: «يمتنع الكثير من الصم والبكم، عن الخروج من البيت في بعض الأحيان، حتى لا يتحدثن مع الآخرين»، موضحة أنه «لابد من بعث روح الأمل والتفاؤل لدى هذه الفئة، وإبعاد القلق والاكتئاب عنهنّ، ونطمح في افتتاح الكثير من المجالات التي تخص الأصحاء، ومساعدتنا على التطور والرقي في الدراسة وافتتاح الجامعات الخاصة بنا في الأحساء».