بينما كانت الحلقة الثانية من برنامج صاحب قرار الأسبوعي والذي تعده قناتنا السعودية الأولى تبث مساء السبت الماضي اللقاء المباشر مع سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان كان البعض من الزملاء يغردون عبر فضاء «تويتر» بمضامين مختلفة كان بعضها مع فكرة هذا البرنامج الجديد الذي يواكب منهجية المؤسسة الإعلامية السعودية وتأهبها للانتقال إلى مرحلة الهيئة بينما البعض الآخر كانوا يغردون ضد فكرته وحتى ديكوراته وضيوفه ومذيعه الزميل يحيى الأمير وأولئك النفر من المحاورين الارستقراطيين ذكورا وإناثا ممن يحضرون في أستوديو التسجيل ربما كتكملة لديكورات البرنامج وأضوائه حيث يستحوذ المذيع الأمير على معظم الوقت في طرح الأسئلة ومناقشة الضيوف . المرحلة حقيقة تحتاج انتقائية مميزة للفكرة وللضيوف لكل برنامج حيث لم تعد قنواتنا فقط هي مصدر المعلومة في ظل زخم واسع للمصادر , نقول هذا وبرنامج «صاحب القرار» في بداياته لربما توافق الجهد مع مسار العمل الذي يستهدف الإصلاح والشفافية. فالزميل قصي البدران غرد قائلاً «يحيى الأمير يستضيف الأمير سلطان بن سلمان الآن على القناة الأولى وبعض المداخلات من موظفي هيئة السياحة والمحسوبين على الهيئة من المستثمرين !» ويبدو أن البدران لا يستشف نفعاً من هكذا حوار تنسق جوانبه لصالح الضيف بينما الزميل خالد القحطاني كان يلقي اللوم في تغريدته على القناة التي تقدم ميزة للضيف لاختيار المشاركين معه كما يستطرد ملمحاً إلى تذمر من مستوى المذيع بقوله : عندما يكون الضيف مهماً ويقدمه لنا مذيع فاشل لن تجد المتعة والفائدة ! الاحترافية أن تجد كل المقومات حاضرة ! ويكمل في تغريدة أخرى إلى أن بلادنا غنية بالمواهب حسب تغريدته .. لا اعتقد المملكة خالية من مبدعين محترفين يقدمون مثل هذه البرامج وغيرها .. فقد أخرجت لنا علي الظفيري وتركي الدخيل وفهد السنيدي , بل لا يعتبر القحطاني حوار البرنامج الموسع مع سمو رئيس هيئة السياحة نوعاً من الشفافية حسب تغريدته.. أين الشفافية في مشروع العقير السياحي الذي أطلقه الملك أطال الله عمره من سنوات حتى صار مثل بيض الصعو !! , عموماً ما بين المعجبين بالبرنامج الجديد والممتعضين ربما قلقاً على منهجية وأسلوب الحوارات المباشرة في هذه المرحلة التي تتطلب مزيداً من الشفافية والانفتاح معتبرين أن البرنامج لا يخرج عن نمطية الحوارات المعلبة التي تسد بها ساعات البث فقط دون أن تضيف حراكاً ملموساً لواقع المجتمع الذي يتطلع إلى احترافية متقنة ومنافسه تعتبر مصلحة الوطن والمواطن هي الهدف الأول ومحور كل حوار , وحتى لا تتخم مكتبة التلفزيون بالحوارات التي تهدر وقت المشاهد وميزانيات الإعداد بينما هي نسخ مكررة وان اختلف معدوها واستوديوهات تسجيلها عن تلك البرامج التقليدية التي تُلمع المسئول وتتيح له مساحة للتبرير بينما تبقى غصة السؤال قائمة تلازم حيرة السائل تماماً كما هو برنامج «مع الناس» الذي قدمه طويلاً المذيع المخضرم سليمان العيسى يرحمه الله حتى سمى الجمهور حينها ذلك البرنامج تندراً «مع المسئول» لكثافة ما يتبناه من آراء المسئولين وينحاز لها بعيداً عن وضع اليد على مواضع ألم المواطن ومشاكله , فالمرحلة حقيقة تحتاج انتقائية مميزة للفكرة وللضيوف لكل برنامج حيث لم تعد قنواتنا فقط هي مصدر المعلومة في ظل زخم واسع للمصادر , نقول هذا وبرنامج «صاحب القرار» في بداياته لربما توافق الجهد مع مسار العمل الذي يستهدف الإصلاح والشفافية , أعود إلى حلقة مساء السبت الماضي والتي لم يعط فيها سمو رئيس هيئة السياحة حلولاً ناجعة لحالة محطات الطرق السريعة والتي تضيع مسئولية الإشراف عليها بين قطاعات مختلفة «كدماء الجاهلية» بينما حالها يعد أكبر مشوه لمشروع السياحة الكبير في عموم المملكة ويتكرس التشويه منها يوماً بعد آخر في كل مطعم ومسجد وكل دورة مياه لتظل سياحتنا مشوهة رغم ما يبذل ويقال ودون أن يكون للهيئة وهي الجهة المعنية بصياغة واجهة سياحية مثلى لبلادنا موقف حازم وسريع فالهيئة مطالبة بدور واقعي لا انجازات ورقية فقط كما وصف المغرد سامي. Twitter @nahraf904