أكد خبير مالي عالمي أن تأثير ظروف الاقتصاد الكلي بشدة على أسواق الأسهم في العالم، قاد إلى ظهور سوق الفوركس كبديل أساسي بالنسبة إلى أسواق الدين والأسهم المحلية التي تقل إمكانية المناورة فيها. وقال الخبير المالي اسكندر نجار إن ذلك يعني إمكانية التداول في أسواق الفوركس سواء أكانت صاعدة أم هابطة، مشيرا الى أن متداولي الفوركس لا يعتمدون على حالة الاقتصاد؛ فلا يوجد اعتماد على أي من طرفي السوق، ونتيجة لذلك، تظهر المزيد من الفرص التداولية، ذات المخاطر القابلة للإدارة بشكل أفضل. وألمح نجار إلى أن التقنية تلعب دوراً أساسياً. ويوفر جميع الوسطاء الرئيسيون وصولاً لبرامج تقنية متقدمة تسمح ببرمجة الصفقات آلياً وتزويد المتداولين يدوياً بأحدث البيانات التفصيلية. وفي وقت سابق من العام، قادت شركة Alpari الحملة العالمية لإطلاق أحدث برنامج تداول عالمي من بورصة دبي للذهب والسلع (وهو برنامج MetaTrader 5) من قلب دبي، وهو مؤشر واضح للتركيز الذي توليه صناعة الفوركس العالمية لدول مجلس التعاون الخليجي ككل. وقال الخبير المالي «بالرغم من أن التكنولوجيا توفر تسهيلات مهمة، إلا أن هذه الأدوات جيدة بقدر جودة من يستخدمها. ومن المهم أن يعي الناس طريقة عمل هذه الأدوات، وكيفية عمل الأسواق ومتى ينبغي عقد الصفقات. ولهذه الأسباب، فإني أحث بقوة الأشخاص حديثي العهد بالتداول على البحث عن وسيط أو برنامج تداول الكتروني يمتلك الخبرة ويوفر الإرشاد والأبحاث والتحليل». وأضاف «استطاع التداول على الفوركس والسلع إيجاد سوق يتمتع بوصول عالمي ويتجاوز حجم التداول فيه 5 تريليونات دولار يومياً، وهذا أمر لا نظير له في الأسواق الأخرى، بسبب موضوع الهاوية المالية الحالية. لا يجذب هذا الكم من السيولة المالية الأفراد الذين يمتلكون أصولا مالية صغيرة فقط، لكنه يستقطب أيضاً «حيتان السوق» والمؤسسات والصناديق المالية الضخمة». وأوضح أنه يعد تنوع العملاء الذين يركزون اهتمامهم على الفوركس كأداة استثمارية ويعملون على الاستفادة من التقلبات سريعة الخطى فيه علامة مؤكدة على تطور سوق قوي، وهو تغيير شاسع عن المفهوم البسيط ل»أداة التحوط» والذي شاع استخدامه منذ خمس سنوات فقط. وقال نجار «ليس من الصعب أن نفهم الأسباب الكامنة وراء نمو سوق الفوركس بهذا الشكل الكبير إذ إن خوف المستثمرين من الاستثمار في أصول غير متقلبة والاستثمارات بعيدة المدى التي لا تستجيب لحركة الأسواق مهد الطريق أمام الاستراتيجيات قصيرة الأمد، تمثّل حالياً، إلى جانب التكنولوجيا الحديثة، والوصول المحسّن إلى المعلومات والبيانات الخاصة بالأسواق، وازدياد خبرة المتداولين، مَحافظ استثمارية أكثر جاذبية من أي وقت مضى». وأوضح أن الأمر في سوق الفوركس، بسيط للغاية، فالشراء عندما يكون السعر منخفضاً ثم البيع لاحقاً، أو البيع عند ارتفاع السعر (كعقد آجل) والشراء في وقت لاحق بسعر أدنى. وبالطبع، فإن السوق أكثر تعقيداً في الحقيقة، نظراً لصعوبة القرارات التي يجب اتخاذها: مثل متى يجب البيع؟ وما هو حجم رأس المال المعرض للمخاطر؟ والأكثر أهمية: ما هي العملات التي يجب التركيز عليها؟ أصبحت الأنماط التي تم توقعها أكثر وضوحاً، وخاصة تلك المتعلقة بأزواج العملات المتداولة، والتي يعد زوج العملات (اليورو/ دولار) أكثرها شعبية، وهو يشكل نحو 40 – 50 بالمائة من السوق العالمي. وقال نجار إنه على الرغم من أن سوق الفوركس في الشرق الأوسط قد قطع أشواطاً طويلة بعيداً عما كان الحال عليه في البداية، إلا أنه لا يزال في أول الطريق. وبالرغم من النمو غير المسبوق، فإننا نشهد مراوحةً في مكان بعيد عن المستويات التي كان من المتوقع الوصول إليها خلال السنوات الخمس القادمة. لقد أصبح الفوركس فئة أصول مستقلة بذاتها في الشرق الأوسط، أما في الساحة الدولية فتتطلع إليه صناديق التقاعد والتحوط باهتمام. وأضاف أن ما يبحث عنه المستهلكون هو الخبرة والمعرفة. ونحن نعتقد أنه باستخدام الأدوات الملائمة، سيكون المستثمرون قادرين على التركيز على إستراتيجية التداول التي تخصهم واستخدامها كوسيلة لاستكمال محفظتهم المالية الحالية وتنويعها.