والآن زاد تأثري عندما شاهدت ولا أزال أشاهد ردود الفعل العاطفية والمتشنجة التي تصدر من بعض الجماهير المشحونة ومن بعض الشخصيات المؤثرة في الشارع الرياضي ،ليس بسبب رأيهم في الاجهزة الفنية والادارية واللاعبين ،وليس لاعتقادهم بأهمية كأس الخليج لسمعة الكرة السعودية ،فهذه اراء نسبية تختلف بين شخص واخر ، ولكن هو بسبب السخط العام المبني على الفهم المغلوط لعمل المنظومة الرياضية في البلد والذي يحتاج لكثير من الايضاح والتصحيح ،حيث انني كنت اعتقد ان هؤلاء من القلة التي كانت تعي ما يدور ويحدث ، ولديها الجرأه للخروج والصدح بالحقيقة التي اصبحت واضحة للجميع منذ 2006 بل وحتى قبل ذلك ، بدلا من الانجراف مع التيار العاطفي او الممنهج بطيب نية بدون شك . وعن رأيه في ريكارد أضاف المسحل انه مثل من سبقوه كمدرب لمنتخب اول وجيل جاهز من اللاعبين المحترفين وليس الهواه او الناشئين وهو بالتالي جيل من مخرجات البيئة الكروية ،وعندما ادرك ان غالبية عناصره يعانون نفسيا ومعنويا من تأثيرات اخفاقات سابقة اومن نقص فني و بدني ،حاول ان يطعم منتخبنا (الذي لم يوفق من قبل مع بيسيرو وناصر الجوهر) بنجوم شباب ،وهو امر بالطبع يتطلب تركيزا وتدرجا ووقتا كافيا لتطبيقه ،لكن المشكلة اننا نعيش في بيئة عاطفية تنظر للعمل من عين الاعلام الرياضي الذي وان كان يعمل لصالح الحركة الرياضية والشبابية ومن ناحية المبدأ الا اننا لا نذكر انه بدأ يغلب عليه التعصب للاندية والاشخاص اكثر بكثير من التوحد من اجل المصلحة العامة ، وهو ما جعلها تتحكم بالرأي العام كيفما شاءت ، بل وتنال في كثير من الاحيان من معنويات اللاعبين قبيل مشاركتهم مع منتخباتهم الوطنية بطريقة غريبة ومؤسفة. وتابع المسحل " نبحث عن الحقيقة بعيدا عن العاطفة الجياشة التي تهيج بعد أي خسارة او حتى مع أي انجاز ، لنعي ان تعاون الاندية ( وخصوصا الاندية التي يتم استقطاب اغلب لاعبي المنتخبات منها) مع المنتخبات ،لم يكن مشجعا على الاطلاق ، لا في وقت ريكارد ولا في أي وقت من سبقوه .بل وكان هناك محاولات كثيرة مباشرة للتأثير على اللاعبين الذي يتم ضمهم للمنتخب الاول والاولمبي على الاقل ،اما بالطلب من اللاعب والضغط عليه للتظاهر بالاصابة او بعدم التفاعل مع المنتخب في التمارين والمباريات لتفادي الاصابة التي قد تفقده عقده وبالتالي عقله!! وواصل " كنت وفريق عملي دائما ما نتصدى وبقوة لكل هذه الامور ،بالتشجيع والمكافآت والنصائح وبالاصرار على استقطاب اللاعبين بهدوء ". وللاسف لن تترك لغيرنا ، طالما وجد مثل هذا الانفلات الاعلامي الممنهج في كثير من الاحيان . ولذلك ترى انه بالرغم من ان الدوري عندنا يرى على انه دوري قوي (بسبب لاعبيه الاجانب ) الا ان منتخبك لا يوجد به خط هجوم يمكنه التسجيل بسهولة او خط دفاع يمكنه الصمود حتى امام منتخبات اقل خبرة ،وهي المراكز الذي سيطر عليها اللاعب الاجنبي في اغلب الاندية منذ حوالي العقدين للاسف ،ناهيك عن ان اهتمام الاندية باللاعب من المنظور الاحترافي يبدأ متأخر جدا . واعتقد من يطالبون دائما بالتضحية برأس المدرب ككبش فداء لاي اخفاق، والذي يبنى دائما على مالا يحيطون به علما ،قد يحدث كالعادة ،والمدرب سيقال مثله مثل بيسيرو والجوهر وكالديرون وانجوس وفينجادا وليوبنهاكر وماتشالا وووو .. ،ليظل المدرب في المملكة لا يكمل العامين منذ عقود ،ولازلنا نتبع عواطفنا بانتهاج الحل الاوحد بعد أي خسارة (بإنهاء عقود المدربين)ونترك الاسباب الرئيسية لهذه الاخفاقات ولنثبت للجميع ان مشكلتنا ليست في المدربين ،اتينا بمدرب عالمي نال اختياره تأييد الشريحة الكبرى من النقاد والمحللين والمتابعين ! ومع ذلك عدنا مرة اخرى للمربع الاول للتضحية بالمدرب لاننا لازلنا خلف العاصفة ،ولازلنا لا نريد تصديق الحقيقة بأن مشكلتنا في منظومة العمل على النشء بناء على مشروع يجب ان يؤمن به الجميع ويشترك فيه الجميع ! ولذلك سمعتنا الدولية التي تلطخت بسمعة هوس الغاء عقود المدربين والتي تسببت علينا بصعوبة ايجاد مدرب للمنتخب ، ستزيد سوءا لدى الاوساط الرياضية الدولية بعد رحيل ريكارد،ونحن الذي قلنا في غير مرة انه باق حتى نهاية عقده ، نخالف ما قلناه الان ونقول بشكل غير مباشر انه مدرب سيئ وان عناصرنا جيده ! او اننا عاطفيون باتخاذ القرارات ،وكلاهما امر مؤسف . وفيما يخص منتخباتنا السنية فهي بدأت تعمل بشكل صحي ومثمر ،وكلي أمل بكم ألا يتم حرق الأخضر ،بحجة وجود اليابس.