( نخلة وزورق ) عنوان ينبض بالرومانسية والعطاء.. نخلة وزورق عنوان يتلون بلون الحياة والبيئة والانتماء .. نخلة وزورق عنوان يحملك على بساط الخيال تارة وعلى أجنحة الواقع حيناً آخر.. إنه عنوان زكي لبرنامج يفترش فيه الذكاء مساحة ندية واسعة . تهب في أفيائها نسائم التفاؤل ويورق الأمل وتنفث في أرجائه الورود الملونة أنفاسها العطرة . النخلة والزورق .. كلمتان أحسائيتان إحداهما من واحة الأحساء هذه الأم الحنون بعطاءاتها وأنهارها المتدفقة وبلابلها الغردة والثانية ( الزورق ) وهو ما تراه ينساب بهدوء النسيم فوق سطح الخليج العربي . هذا الزورق كذلك أحسائي الأصل والمولد والمنشأ لأنه يستدعي لك ميناء العقير الأثري العريق .. والذي شهد أجدادنا بركائبهم المتعبة التي تحمل البضائع من شاطئهم إلى المنطقة الوسطى ... يقول الأستاذ فهد الحوشان في كتابه النخلة : ( وتعد منطقة الخليج العربي أوسع مناطق النخيل في العالم وانتشرت منها زراعة النخيل إلى جميع المناطق ذات الجو الملائم بواسطة الملاحين القدامى . ويقول الأستاذ عبدالرحمن السويداء في كتابه ( النخلة العربية ) : النخلة من الأشجار العربية الصميمة ولذلك حظيت بما لم يحظ به غيرها من الأشجار المماثلة من تفاصيل لأجزائها وثمارها . إننا في هذا العصر نشكو الجفاف في الطرح والحوار بل نشكو أكثر من ذلك ونشكو بصوتٍ عالٍ الكثير من التصحُّر وقلة الندى والحميمية في العلاقات والوشائج،ولقد وضع أبو جلواح يده على أوجاعنا وجاء لنا بهذا البرنامج المرح الخصب بالمعلومة واللذيذ الممرع بالطرفة كواحة في صحراء تلتهب أرضها بحرقة الرمضاء . ويقول مجدي غنيم في كتابه ( النخيل ): إن العلماء أحصوا نحو ثلاثة آلاف نوع من أشجار النخيل،والكلام عن النخلة يطول ،ولنرحل على زورق الكلام إلى الزورق. أمّا الزورق فهو القارب الذي يدفع بالمجاديف فإذا ما اجتمع هذان الشيئان النخلة والزورق . فإن ذلك شيء خرافي الذوق إذ يهمسان في أذنك بتلك الموسيقى التي تزف عروس النيل وتنقلك إلى حلم من أحلام كليوباترا . عنوان مموسق .. ومادة تتقاطر حلاوة وشفافية . ومقدم يكاد يخرج لك من الشاشة لخفة روحه ومرحه الذي يصيب كل من شاهده بعدوى المرح المحببة .. إنني أتكلم عن برنامج الأديب الشاعر والمثقف اللطيف محمد بن طاهر الجلواح الذي تقدمه القناة الثقافية .