في الجارة العزيزة (الشرق) كتب نظمي النصر، وهو رقم بشري سعودي شيعي مهم، يوم الثلاثاء الماضي عن صلاة شباب سيهاتوالقطيف أيام الزمن الجميل خلف مدير مدرسة ثانوية الدمام الأولى، ابن شريم، الذي مثل في حينه، لم يقل لنا نظمي في أي عام، أنموذجا رائعا وطاهرا لسماحة أهل الدار السعودية، المجتمعة على التوحيد والمحبة وبياض القلوب والنفوس. أراد نظمي في هذه المقالة، كما في مقالته السابقه، أن يرمي أحجارا كريمة في بئر السواد والتشتت وشحذ همم التفرق بين أبناء الوطن الواحد. ومثله مثل كثيرين من أبناء السنة والشيعة في المملكة يريد أن يفرز الطيب من الخبيث في القول والفعل، لكي لا يفقد هذا البلد مكتسباته وأمنه ورخائه الذي يعم الجميع أو يخسره الجميع لا قدر الله. وإذا كان نظمي وزملاؤه الشباب صلوا خلف ابن شريم القصيمي أيام ثانويتهم وفورانهم فقد غشيت أنا شخصيا، بعد بلوغي رشدي وأشدي، مجالس عزاء عاشوراء في منطقة القطيف وغيرها. كان زميلي وصديقي التاجر عبدالله بو حليقة يدعوني ويصحبني للحضور دون أن يبيت النية لتشييعي. وأنا في الحقيقة أشكر وأثمن له فضل تحقيق رغبتي بأن أرى كيف هي احتفالات إخواننا الشيعة في مثل هذه المواسم. ولقد تعلمت كثيرا وقليلا من حضور هذه المواسم.. وأهم ما تعلمته من هذا الحضور الجميل أن لا أصدق ما أسمع من موبقات الأقوال والمنقولات عن ما يحدث فيها.. وتعلمت أنني كمسلم سني يمكن أن أذوب ببساطة في الحاضرين دون أن يشعر بي أحد أو يستنكرني أحد وكأنني فعلا واحد من المعزين.. وهكذا بدت المسألة عندي، كما بدت من قبل عند ابن شريم ونظمي النصر وحمد الخالدي، مجرد معتقدات وقناعات للإنسان مطلق الحرية فيها، طالما أنها لا تعني إلا الحب ولا تدل إلا عليه.. الحب ضالة الإنسان المؤمن. @ma_alosaimi