حصانة الشعب السعودي أذهلت كل المراقبين السياسيين والإعلاميين والذين اخذوا يتلمسون العمق التاريخي لشعب مقتدر في عطائه وفي حبه وتفانيه لقيادته ولوطنه.. إن الظروف العصيبة والاستثنائية التي يمر بها العرب في دولهم وكياناتهم أعطت لبعض المحللين السياسيين الساذجين فهما قاصرا عمموا فيه ظاهرة الانعتاق الشعبي نحو قيم العدالة دون تقدير منهم لمعنى الشرعية المرتبطة بحكام هذه الدول حتى انهم خلطوا بين حكام دول طارئين على شعوبهم بقفزهم على السلطة على ظهور الدبابات أو الانقلابات أو نتيجة صناعة دول الخارج وبين دول مستقرة تاريخيا لا تعاني في شرعية حكامها مثل الحكم السعودي الممتد إلى قرون عدة عرف حكامه شعبهم وخبروه وتعاضدوا مع بعض في المحن والملمات وجاء تطور الشعب السعودي متناسبا ومتسقا مع تطور الحكم دون فجوات تعتري معادلة الشعب والقيادة كما حدث في الدول الأخرى. إن الانتقال الهادئ والطبيعي للحكم السعودي من مرحلة إلى أخرى بتوافق الشعب السعودي ومن خلال البيعة والرضا والقبول الشعبي هو الحصانة التي تفتقدها الأنظمة الأخرى لذلك حدث خلل رهيب في شرعية الحكم وانقطع الخيط بينهم وبين شعوبهم مما أدى إلى زلازل سياسية وشتات وضياع وانهيار في مؤسسات الدولة . من معالم الحكم في السعودية وهذا مالا نراه في أي دولة أخرى هو قدرة المواطن العادي في بلادنا على الوصول إلى القيادة بسهولة ويسر ودون واسطة أو بيروقراطية مما سهل للقيادة السعودية التعرف على متطلبات شعبها وتلبية احتياجاتهم والتعمق في المشاكل المحيطة بالمجتمع من خلال التفاعل السريع دون ابطاء ودون مماحكات سياسية كما يحدث في الدول الأخرى حتى ان الزائرين الاجانب ينبهرون بالبساطة المتناهية والتواضع الكبير الذي يملكه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أثناء استقباله للمواطنين وهم يعرضون عليه مشاكلهم ومظالمهم وكيف يحنو على صغيرهم ويترفق مع كبيرهم ويحل قضاياهم بيسر وسهولة وبأريحية كبيرة. هذا التواصل المباشر ميّز الحكم السعودي ومنحه القدرة على تلمس خطوات شعبه وتمهيد الطريق لانجازات نراها بارزة سواء من خلال الاصلاحات السياسية والتشريعات الجديدة في مجال التعليم والقضاء ومكافحة الفساد وكذلك الانجازات في مجال توفير حياة كريمة للمواطن. ولعل حزمة القرارات الأخيرة التي أصدرها الملك عبدالله بن عبدالعزيز هي أكبر دليل على فهم القيادة لمتطلبات شعبها لذلك نرى ان الشعب السعودي حرص على ان يكون وفيّا ويعبر عن حبه لقادته وهو ما ظهر وتبدى خلال الفترة الحالية العاصفة التي تجتاح العالم العربي.. إننا في المملكة نفتخر بالانتماء لهذا الوطن ولقيادتنا الحريصة على خدمة ورقي شعبها.