دائما ما تعطينا بعض القصص التي نستمع إليها في المجالس العامة (بغض النظر عن مدى صحتها) وصفا لثقافة المجتمع تجاه أمر ما. وفي الواقع هي قصص كثيرة ومكررة تتشابة أحداثها وتختلف طرق التعامل خلالها بين الشعوب وتكون النتائج بالطبيعة مختلفة طبقاً للثقافة الادارية المتبعة في تلك المواقع من العالم، وسأحكي عن قصتين تصفان المشهد وفقاً للكيفية التي يتم بها استقطاب أصحاب الأموال لدينا وفي الولاياتالمتحدة من قبل القطاع المصرفي. حكايتي الأولى عن سعد الذي وصل إلى أميركا «سائحاً» في الصيف الماضي، ولأنه يريد استقبال حوالة بنكية بمبلغ بسيط من حسابه في جدة توجه إلى بنك اميركي تم الترحيب به وتوجيهه مباشرة للموظف المختص وتم طلب جواز السفر الخاص به لتنتهي الاجراءات خلال دقائق معدودة ولينهي اجراءات حوالته وينجز أعماله بسهولة ويسر. الحقيقة أن الفرد العامل في تلك القطاعات الخاصة المحلية تلقى عددا من الدورات والتوجيه من قبل مسئوليه ولكن المشكلة في عدم إدراج مفهوم «الحلول البديلة والممكنة» على قاموسه الوظيفيالحكاية الثانية تقول انه وفي نفس اليوم توجه سلطان إلى بنك محلي في العاصمة الرياض وفي معيته شيك بأربعة ملايين ريال هي ثمن أرض ورثها عن والده وحين وصل إليه الدور في طابور الانتظار الطويل، طلب من الموظف فتح حساب جديد ليفاجأ برفض الموظف عطفا على اللوائح التي تمنع من فتح حساب إلا بموجب تعريف من جهة العمل، ولم يستطع الموظف أن يجد حلا لحالته التي تشير إلى أنه لا يملك وظيفة بل هو «متسبب» !! الحقيقة أن الفرد العامل في تلك القطاعات الخاصة المحلية تلقى عددا من الدورات والتوجيه من قبل مسئوليه ولكن المشكلة في عدم إدراج مفهوم «الحلول البديلة والممكنة» على قاموسه الوظيفي، ورغم كون بعض المبالغ عالية في الحالة المذكورة إلا أن الأفراد عادة يطبقون السياسة الخاصة بالجهة دون تطبيق روح السياسة والتي ستعود بالنفع على البنك باستقطاب هذا المبلغ. في اعتقادي أن مفهوم خدمة العملاء هي أكثر من إنهاء اجراءات مراجعين وزبائن في القطاعات الخاصة، بل هي تمتد لكسب وتمتين العلاقة مع ذلك العميل لزيادة الحصص السوقية في المنشأة، وبالتالي رفع الأرباح الممكنة لتلك الشركة في المستقبل. [email protected]