هو السؤال نفسه .. والجواب تحرّر في الآونة الأخيرة من لغة العاطفة التي سيطرت على دورة الخليج البالغة من العمر 42 سنة..!! هل ما زالت دورة الخليج مهمة لمنتخباتها؟ ولماذا لا تتطور أو تلغى؟ ولماذا تعطل برامج المسابقات الداخلية في الخليج لهذه المناسبة الإقليمية؟ ولماذا أيضًا تلتزم المنتخبات بالمشاركة بالصف الأول رغم برامجها المزدحمة آسيويًا ودوليًا؟ المنطق يقول إن تمسّك الخليجيين بهذه الدورة على حساب مناسبات أهم ضرب من الجنون يصل للسذاجة.. والمنطق يقول إن الاستمرار في هذا الطريق أشبه بالانتحار.. والمنطق يقول إن دورة الخليج من الناحية الفنية أقل بكثير من البطولات القارية وحتى العربية..!! ولكن هذا (المنطق) لا يتواكب مع عاطفة البعض الذي يعتبر هذه الدورة جزءًا من التراث الخليجي .. بل إن الوقائع الميدانية المستندة على لغة الإحصاء والأرقام وهي المحطة الأهم هي مَن تواجه «منطق الإلغاء»، حيث تؤكد تلك الإحصاءات والأرقام أن دورة الخليج هي أكثر المناسبات حضورًا جماهيريًا وإعلاميًا وإثارة وتغطية عبر الفضاء والأرض سواء عبر وسائل الإعلام المرئية أو المكتوبة أو المسموعة وحتى الشبكات العنكبوتية التي دخلت على الخط بقوة .. وهذا التفوّق جاء مقارنة مع مشاركة المنتخبات الخليجية في البطولات العربية والآسيوية بمراحل..!! نعم في دورة الخليج.. الكبير قد لا يظل كبيرًا.. والصغير يكبر.. ومن ينظر لحال الكرة الكويتية مقارنة بالكرة العمانية أيام زمان وفي الوقت الحالي يتأكد أن الدنيا دوَّارة..!! نعم .. الدروس المستفادة من هذه الدورة هي بقاء الحال من المحال .. والكبير قد لا يظل كبيرًا.. والصغير يكبر .. هذا الواقع الذي تفرضه دورات الخليج بخاصيتها ونكهتها وجمالها وجماهيريتها وإعلامها والذي يمثل منطقًا من نوع آخر لاستمرارها، لاسيما أنها تتباهى بجعل الإعلامي الخليجي والعربي في حالة طوارئ عند قدومها كل سنتين بل إن المبلغ الذي دفعته قناة الجزيرة لحصولها على حقوق نقل خليجي (20) يفوق ما تدفعه هذه القناة لبطولات ومناسبات عربية وقارية وحتى عالمية وهذا يكفي في لغة «البزنس» لتكون هذه الدورة ناجحة ماليًا وتنظيميًا لأن هناك مَن يموّلها وبقوة .. وأعتقد أن الشركة الراعية للنقل التلفزيوني لخليجي 21 قد استثمرت هذا النوع من (البزنس) خير استثمار .. بدليل أن الدقيقة الواحدة في المباراة ب 250 دولارا أمريكيا أي أن الدقيقة في مباريات دورة الخليج أغلى من الدقيقة في الدوري الانجليزي والأسباني !! وبدون شك فإن للمؤيدين والمعارضين لإيقاف دورة الخليج أو استمرارها مبرراتهم الواقعية.. وكل فريق يضع براهينه عند قدوم هذه الدورة.. ولكن لا يستطيع أي من الفريقين أن يُنكر سحرها وجمالها وإثارتها وتجمعها حتى ولو تمّ التقليل من شأنها وأهميتها.. لسبب بسيط جدًا وهو أن الضغط الجماهيري لمنتخبات الخليج في هذه الدورة قد يفوق ضغطها على بطولات أكثر «إنجازًا» مثل العربية والآسيوية.. وهذا ما يجعل لدورة الخليج هيبة خاصة رغم أنها لا تؤهّل لكأس العالم ولا للأولمبياد.. ولعل توهّجها الإعلامي والجماهيري من دورة لأخرى يخنق أصوات المطالبين بإلغائها أو حتى إقامتها كل أربع سنوات.. ويرفع صوت المؤيدين لاستمرارها..!! نعم في دورة الخليج.. الكبير قد لا يظل كبيرًا.. والصغير يكبر.. ومن ينظر لحال الكرة الكويتية مقارنة بالكرة العمانية أيام زمان وفي الوقت الحالي يتأكد أن الدنيا دوَّارة..!!