التجنيس أصبح مظهرًا من مظاهر الرياضة.. ولغة ليست غريبة عن وسطها .. وأنبوبًا يُغذي إنجازاتها .. برحيل المحرومين من مكان لا يستطيعون البزوغ به لضيق ذات اليد.. لمكان تفرش لهم فيه الورود.. فالفرنسيون حققوا كأس العالم لكرة القدم لأول مرة في تاريخهم بنصف درزن وأكثر من أصول أفريقية منهم الجزائري زيدان والغاني مارسيل ديساييه وغيرهما مثل كريستيان كاريمبو وتييري هنري وباتريك فييرا..!! التجنيس لم يطرق باب الدول الخليجية إلا متأخرًا.. لكنها اهتمت به و ألبسته الثوب والعقال.. وأرضعته حليب الناقة.. وتكفلت بتطوره.. وأنشئت الأكاديميات لمشروعيته.. خصوصًا في تبنّي صغار السن .. والسهر عليهم حتى يكبروا وينجزوا..!! تلك الرضاعة أنتجت وأثمرت في دورات الخليج.. وحليبها الأبيض تحوّل للون ذهبي في المنصات.. وهذا النوع من التجنيس من وجهة نظري حق مشروع.. خصوصًا للدول التي لا تملك عدد سكان يكفي للعبة واحدة مقارنة بدول عالمية كبيرة تضمّ بين حدودها ملايين البشر ..!! لم يعُد التجنيس فضيحة كما كان سابقًا – طبعًا وخليجيًا – فقط! .. لأن العالم المتحضر تقدّم وتطور وأنتج بهؤلاء المجنسين في أمريكا وأوروبا.. ولعل الذهب الذي يُحققه الأمريكيون في الأولمبياد خصوصًا في أم الألعاب من نتاج أصول أفريقية أو كندية وهذه حقيقة لا يشق لها غبار .. لأنهم يستثمرون الموهبة الأجنبية في المدارس والجامعات.. ويقدّمون لهم المميزات والهبات والمنح للحصول على الجنسية مقابل مواهبهم لرفع علم بلادهم في المناسبات الدولية والعالمية.. وهذا الأمر ليس محصورًا على الرياضة فقط.. بل إن هجرة العقول العربية لأمريكا وأوروبا خير برهان على هذا التوجّه ..!! قضية التجنيس أخذت حيزًا هامًا لدى الجماهير الخليجية، واصبح هذا الملف من القضايا ذات الاهتمام مع بدء كل دورة خليجية، إلا انها لم تعُد بتلك الاهمية كما كان الحال عليه قبل عشر سنوات، حيث كانت قضية التجنيس تصمّ الآذان من كثرة الحديث عنها عبر وسائل الإعلام الخليجية المختلفة والآن دخلت في طور قرار سيادي لكل دولة خليجية. ومع هذا كله.. علينا ألا نحرم شباب البلدان العربية عامة.. وشباب خليجنا بشكل خاص من الاهتمام والرعاية بهم.. وصقل مواهبهم.. وتقديمهم في الصف الأول.. والاعتماد عليهم أولًا.. ومن ثم ترميم العجز ثانيا بعامل التجنيس المقنن والمشروع.. لا سيما ذلك النوع الذي يبدأ منذ الصغر.. حتى يشعر البطل أو البطلة بالانتماء ..!! دعونا نمسح من قاموسنا العربي أن بلدًا ما حقق الإنجازات والميداليات «ببركة» التجنيس .. فهذه الأسطوانة لم تعُد مفيدة.. ولم تعُد صالحة الاستعمال في المناسبات الرياضية.. فلكل بلد حق السيادة في إعطاء ومنح الجنسية لمن يشاء .. المهم أن يثمر هذا العمل عن نتاج حقيقي في الحركة الرياضية لهذا البلد أو ذاك ..!!