ما الذي يجعل سائق أسرة يفكر في الهروب من خدمتها ويقدم على تنفيذ ذلك وهو ينعم بمعاملة جيدة وحقوقه مؤداة إليه كما هو واقع الكثيرين منهم ؟! لابد أن هناك مغريات تزين له ذلك، لعل أهمها الدخل الأعلى، وهذا الذي تفعله شركات القطاع الخاص، التي تعاني التقتير في الحصول على تأشيرات الاستقدام، فتلجأ لصناعة سوق سوداء لتعويض النقص الحاصل عندها، فتدفع ضعف وضعفي الرواتب - التي كان السائقون الفارون يتقاضونها من كفلائهم - لسد حاجتها من ذلك، وحتى لو افتضح أمرها فإنها بالمحسوبية أو بدفع غرامة التستر التي لا تمثل شيئاً ذا بال من قيمة عقودها المهولة فإنها قادرة على الدفع والبحث عن آخرين لدفع عجلة مشاريعها! وإمعاناً في التضليل فإن بعضها تطبع لهم بطاقات هوية تحمل اسم الشركة المُتسترة لتوهم من يستوقفهم من رجال الأمن أنهم نظاميون ! وفضلاً عن جريمة التستر والإضرار بمصالح الأسر التي كانوا يعملون لديها فإن ثمة أخطاراً أكبر تقترف بحق الوطن وتهدد سلامة الناس جراء التستر الجائر الذي يمارسه القطاع الخاص حين يوكل قيادة عربات النقل الثقيل لسائق نقل خاص هو في الغالب لم يتقن القيادة إلا هنا! ولتدركوا خطورة الأمر.. فقط تذكروا أن سائق صهريج الغاز الذي انفجر وهز الرياض وخلف عشرات القتلى والجرحى لم يكن إلا سائق أسرة هارباً تسترت عليه إحدى شركات القطاع الخاص! Twitter:@almol7em