أدرجت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونيسكو" “التغرودة" كتراثٍ إنساني حيّ في القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وذلك خلال اجتماعها الأخير الذي عقد (يوم الخميس 6 ديسمبر الماضي) بمقر المنظمة في باريس، ويُعد هذا الإنجاز تتويجًا لجهود هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة. والتغرودة تمثل جزءًا من الكتاب التراكمي لشعر القبائل البدوية، الذي يشتمل على تاريخهم وقيمهم الثقافية وعاداتهم الاجتماعية ونظرتهم إلى العالم وحكمتهم وثقافتهم التعبيرية، حيث يُعدّ الشعراء وحاملو هذا التراث جزءًا من تراث الجماعة لاسيما أنه لم يبق على قيد الحياة إلا عدد قليل من هؤلاء الشعراء (يقدّر عدد شعراء التغرودة في أبوظبي وحدها بحوالي 300 شاعر، وفقًا لبحث قامت به هيئة ابوظبي للسياحة والثقافة. تمارس التغرودة في دولة الإمارات العربية المتحدة بشكل تقليدي من قبل القبائل التي عُرفت باهتمامها بتربية الإبل في المنطقة الغربية، ومدينة العين، وبعض التجمعات البدوية حول المناطق الجبلية من رأس الخيمة والفجيرة، وسكان القرى الزراعية الصغيرة، التي تُعرف تراثيًا باسم المحضر، حيث يجتمع فيها كبار السن لإلقاء الشعر على أفراد العائلة. كما تعدُّ التجمعات السكنية الجديدة التي تتكوّن حول أسواق الجمال في أبوظبي ودبي والشارقة وأم القيوين جزءًا من هذه الجماعات المعنية. وتعدّ التغرودة نوعًا من أنواع الشعر البدوي الشعبي الذي يؤلفه الشعراء، ويُلقى من قِبل الرجال الذين يرحلون على ظهور الإبل. تبدأ التغرودة بتأليف قصيدة قصيرة، تُرتجل عادة وتُكرر من قبل المسافرين الآخرين. ويتم أداء هذه القصائد على شكل غناء منفرد أو جماعي من قِبل راكبي الإبل، حيث يقوم المؤدي الرئيسي بغناء البيت الأول، ثم ترد عليه المجموعة الأخرى. وقد تُنشد هذه القصائد أثناء حفلات السمر التي تقام في المناسبات الاجتماعية الأخرى. ولا يُصاحب هذا الإنشاد أي نوع من الأدوات الموسيقية.