بين النبل والتنبل حرف واحد هو التاء . هذا في الكتابة ، أما ما قصدته فهو الفرق بين نبل وظيفة الطب ورسالته النبيلة ، وبين كل تنبل يعتقد أن المستشفيات أو العاملات فيها هم بؤر فساد لا بد من إعلان الحرب عليهن . كنت أنوي تجاهل هذه العقول المتحجرة ، لكنني عدلت عن ذلك بعد متابعتي لهذه الحملة القذرة التي تمس أنبل مهنة في التاريخ . التمريض والتطبيب في الإسلام تاريخ حاضر لم ولن تغيبه السنون ولا هذه العقول المتبلدة . والمسلمون لن ينسوا أم المؤمنين السيدة عائشة ولا أم سلمة رضوان الله عليهما ، كما أنهم يتشرفون بأميمة بنت قيس وأم حبيبة الأنصارية وأم زياد الأشجعية وأم سليم والدة أنس بن مالك رضي الله عنه وكعيبة الأنصارية وغيرهن من النساء المسلمات اللاتي شاركن في أعمال التمريض والتطبيب . الذين يقرؤون التاريخ جيدا يعلمون أن النساء المسلمات مارسن هذه المهنة النبيلة في الحرب والسلم ويعلمون بأن رفيدة الأنصارية كانت قد أقامت خيمة في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم في يثرب لاستقبال المرضى من الرجال والنساء نهارا وليلا في الحرب والسلم وهو النموذج الأقرب للمستشفيات في وضعها الحالي . الفتيات اللاتي يدرسن الطب ويمتهنه ليس لديهن الوقت للكلام الفارغ الذي يتحدث عنه هؤلاء المرضى والمعقدون والبلداء.. ولكم تحياتي. [email protected]