في برنامجه الرائع على قناة "إم بي سي" مساء 04/12/2012 تناول الإعلامي المبدع والمتألق دائماً الأستاذ داوود الشريان قضية قرار وزارة العمل القاضي بجباية 2400 ريال سنوياً عن كل عامل في كل القطاعات بدون التمييز بين القطاعات. غالباً ما يكون الأستاذ الشريان منحازاً لجانب الحق والعدل والإنصاف في تناوله لمختلف القضايا في هذا البرنامج، إلا في هذه الحلقة حيث شن هجوماً لاذعاً على رجال الأعمال وخاصةً المقاولين منهم وكأنهم أعداء للوطن والمواطن وتناسى أن هذا المقاول هو أيضاً مواطن قد يكون أخاه أو أباه أو عمه أو قريبا له، لا بل عمد إلى تكذيب بعض المقاولين على الهواء هكذا بدون أن يكلف نفسه عناء التحقق من صدقهم.لقد شعرت وأنا أشاهد هذه الحلقة أنها جلسة محاكمة وتحقيق أخذ هو فيها دور المدعي والقاضي والشاهد وفي نهاية الجلسة أصدر حكمه ضد المقاولين، كم من الإداريين والمهندسين والمحاسبين وكل المهن المشابهة المتوافر فيها سعوديون يستطيع مقاول لديه 1000 عامل أن يوظف؟ إنهم لا يزيدون عن 10 بالمائة في أحسن الأحوال. إنها جلسة دفاع وانحياز منه إلى جانب وزارة العمل بامتياز.إن من يستمع إلى اتهامات الشريان للمقاولين يتصور أن مكاتب العمل تفيض بمئات آلاف طلبات العاطلين السعوديين عن العمل من البنائين والمبلطين والنجارين وعمال النظافة وما شابهها من المهن وأن هذا المقاول المتهم قد اختار عمداً عدم توظيفهم واستقدم عمالاً أجانب بدلاً منهم.هل سأل الأستاذ الشريان نفسه كم مرةً رأى فيها سعوديا واحدا على رأس العمل في المهن المذكورة أعلاه؟!. وإذا لم يكن هؤلاء موجودين في الواقع فكيف نوظف أو حتى نمتنع عن توظيف من ليس له وجود أصلاً.وأخيراً.. إذا كان مطلوبا توظيف 50 بالمائة سعوديين هل يعلم الأستاذ الشريان كم من الإداريين والمهندسين والمحاسبين وكل المهن المشابهة المتوافر فيها سعوديون يستطيع مقاول لديه 1000 عامل أن يوظف؟ إنهم لا يزيدون عن 10 بالمائة في أحسن الأحوال، فأين وكيف سيوظف هذا المقاول ال 40 بالمائة المتبقية حتى يكون متجاوباً مع قرار وزارة العمل؟!على رِسلك يا داوود فلقد ظلمت قطاع المقاولات في هذه الحلقة وأسأت لهم وتناسيت دورهم الرائد في النهضة والتنمية التي تعيشها بلادنا الغالية حتى وإن وجد قلة قليلة منهم لا يستحقون لقب مقاول.