هل يعلم أهل الظهران ان مدينتهم تعتبر إحدى المدن التي عجلت بنهاية الحرب العالمية الثانية؟. وعدم وجود أنوار في الأحساء كاد أن يسقط طائرات (مارشاتي) الإيطالية؟. ففي شهر يونيو من عام 1940م قرر حاكم ايطاليا ( موسيليني ) اعلان الحرب على فرنسا و بريطانيا و لاحظ أهمية النفط في حربه و قرر قصف مصفاة البحرين للانتقام من بريطانيا و قطع إمدادات النفط من الخليج. وبعد أسابيع من انضمام اليابان لدول المحور وفي يوم 18/ أكتوبر /1940م أقلعت أربع طائرات حربية ايطالية من نوع (مارشاتي) تحت قيادة الطيار ( باولو روتشي ) من جزر ( رودس ) في اليونان عابرة لبنان و سوريا والعراق و الكويت ثم طارت فوق الخليج العربي لتصل البحرين و لم يخطر على بال القوات في البحرين أن تكون الطائرات معادية لعدم وجود قوات معادية قريبة و كذلك حيادية البحرين و السعودية و تم تشغيل أنوار المدرجات لها. و لكن الطائرات قامت بإلقاء القنابل على مصفاة البترول من ارتفاع منخفض و مع ذلك لم تصب الهدف. و كان سرب الطائرات قد فقد الاتصال المرئي مع إحدى طائراته فوق سوريا وكان الاتصال فقط بالراديو مع وجود مسافة كبيرة بينهم. و انتهى المطاف بهذه الطائرة فوق الظهران و ظن الطيار أنه فوق البحرين عندما رأى شعلة النار المحاذية لمرافق النفط, قصف الشعلة التي تم نقلها إلى مسافة بعيدة من المنشأة النفطية قبل أيام فقط من الغارة (الحامي الله). كان سرب الطائرات قد فقد الاتصال المرئي مع إحدى طائراته فوق سوريا وكان الاتصال فقط بالراديو مع وجود مسافة كبيرة بينهم. و انتهى المطاف بهذه الطائرة فوق الظهران وبعد الغارة اتجهت الثلاث الطائرات إلى الجنوب الغربي باتجاه الأحساء لتقابل الطائرة الرابعة لتأخذ الوضع النهائي للملاحة الجوية وتشكيل وضع الطيران الموازي لتفادي فقدان أي طائرة أثناء توجههم للنزول في إحدى المستعمرات الإيطالية في أفريقيا. وبعدها رجعت الطائرات إلى ايطاليا. و رغم فشل الغارة إلا أنها كانت خطوة كبيرة غيرت التكتيك الحربي لأن الطائرات قطعت مسافة ثلاثة آلاف ميل دون التزود بالوقود في خمس عشرة ساعة. مع العلم أن ايطاليا قد وضعت طائرة (أس-82) في ميناء( مصوع ) الأفريقي في حالة الحاجة للتزود بالوقود. و بعد سنة منذ هذه الغارة دخلت أميركا الحرب ودرست تكتيك هذه الغارة و غيرت التكتيك الحربي للتعامل مع التوزيع الجغرافي العسكري للعالم وطاقة الحمولة للقنابل و مدى الطيران و تم تطوير قاذفات (ب-29- السوبر فورترس) و تم تسمية أحدها عام 1945( الونا غاى) لتقوم بضرب مدينة ( هيروشيما ) و (ناجازاكي ) بالقنبلة الذرية لتستسلم بعدها اليابان بعد أن استسلمت قبلها إيطاليا و ألمانيا.