الطباخ البريطاني جيمي أوليفر يتجول في مدن أخرى من العالم بعيدة عن بلاده وهناك يزور الأسواق الشعبية والمطاعم والبيوت يسأل عن الأطباق الخاصة ويبحث في مكونات كل طبخة ويتوقف كثيراً عند النكهات الخاصة في الهند والمغرب واليونان وايطاليا فلكل بلد خصوصيته في تفاصيل الطهي فالبيتزا التي تتذوقها في أي مكان من العالم تختلف عنها في ايطاليا والطاجين المغربي الذي قد تتذوقه في لبنان أو دبي لن يكون مثل الذي تتذوقه في المغرب فهناك ستكون النكهة مختلفة لأن تفاصيل التركيبة ستختلف حتماً .وهناك أيضاً ما تعارف الناس على تسميته بالنَفَس وهو الطابع الخاص الذي يضيفه الطاهي لما يطهوه ، فقد يحدث أن تضع أمام شخصين المكونات نفسها لطبخة ما ولكن عندما ينهيان عملهما سيكون هناك اختلاف واضح بين الطبقين ! هذا النفس هو كما أظن ليس محصوراً فقط بطريقة المزج بين المكونات ولكن بالروح التي تطهو بما تحمله من مواصفات في شخص صاحبها مثل مدى لطفه ونقاء سريرته وحبه لتقديم ما يليق بالآخرين وقد يدخل في الأمر أثر الجانب السلبي والإيجابي فيه فكل ما يكون شخصيته سيندس شاء أو أبى في ما يطهوه فطاقته ستنتقل إلى القدر الذي يستخدمه هذا النفس هو كما أظن ليس محصوراً فقط بطريقة المزج بين المكونات ولكن بالروح التي تطهو بما تحمله من مواصفات في شخص صاحبها مثل مدى لطفه ونقاء سريرته وحبه لتقديم ما يليق بالآخرين وقد يدخل في الأمر أثر الجانب السلبي والإيجابي فيه فكل ما يكون شخصيته سيندس شاء أو أبى في ما يطهوه فطاقته ستنتقل إلى القدر الذي يستخدمه وبالتالي إلى ما يغرف من ذلك القدر هذا ليس في المطاعم فحسب بل حتى في البيوت وأعتقد أن هذا هو أحد أسباب أمرنا أن نستفتح طعامنا بذكر اسم الله تحسباً لذلك حتى في ما تطهوه الأم في بيتها فهي على الرغم من حبها لأبنائها وزوجها قد تكون ممن لا يحبون الطهي وتطبخ وهي متذمرة وسيئة المزاج فهذا سيكون له أثره بالتأكيد وكذلك الطاهي الذي وجد نفسه يمتهن الطبخ كمهنة خالية من الحب وهذا ما نلمسه جميعاً في المطاعم في كل مكان فإذا تذوقت طعاماً جيداً فاعرف انه مطهي بحب ولهذا نعاني نحن في بلادنا من مطاعم سيئة كثيرة وخاصة اذا تعلق الأمر بأطباقنا الشعبية التي تقدم بغير مواصفاتها الحقيقية لأن كثيراً من تجار الطعام يستقدمون أياً كان ويعلمونه الطهي على عجل ثم يتركونه ليسيء لنا ولأطباقنا . وفي الوقت الذي نجد في مطاعمنا كل أطباق العالم نفتقد أطباقنا الخاصة ولا أدري هل السبب في عدم ثقتنا بها أو لأن أحداً لم يفكر بكيفية تقديمها كما يجب في المطاعم الفاخرة لتكون جزءا منا يتعرف إليه الغرباء عن المجتمع . قالت لي صديقة مصرية يوما بأنها لم تحب الكبسة السعودية رغم أنها كانت تسمع عنها كثيراً من قبل فقلت لها ما تذوقته ليس له صلة بالكبسة لأن من يعدها في المطعم قادم من بلاد السند والهند ولم يتعلمها كما يجب هذا بالإضافة إلى أنه ربما يكون ممن لم يمتهن الطبخ يوماً إلا عندما قدم إلى هنا فقط ولهذا فقدت سماتها وتحولت إلى شيء آخر وهناك أطباق أخرى تستحق أن تشيع وأن يتعرف إليها من لا يعرفها شريطة أن تكون بالجودة نفسها .بالأمس رأيت هنا في دبي محلاً للمطبق والمعصوب في شارع جميرا حيث توجد أرقى المطاعم وأشهرها عالمياً وأسعدني ذلك وأتمنى أن يكون المذاق بجودة عالية وأن يكون خطوة لرواج المذاق السعودي كما راج مذاق التمور التي يقدمها أحد المتاجر بطريقة مبتكرة بالبسكويت والمكسرات وغيرها وصار اسماً يشار له بالبنان لتميزه وجودته . إن الفكرة الجيدة تستحق أن يجتهد من أجلها وأن تقدم بأفضل شكل وحتماً ستلقى القبول فأين المبادرون في هذا الجانب ؟ @amalaltoaimi