كل يريد أن يدار سوق العمل وفق رؤيته؛ واحد مع السعودة، وآخر ضدها وثالث «نص ونص» ورابع يضع شروطا، وخامس يقول : نعم وألف نعم للسعودة، لكن ابعدوا عن عمالي الوافدين! في الأسبوع الماضي بدأ حديث ساخن عن رسوم العمالة والجدل بين وزارة العمل ومجلس الغرف السعودية، ثم ما صرح به المقاولون، وانتشر بمقاطع عديدة على اليوتيوب تحوي لقاءات بين مواطنين ومديري مكاتب العمل في عدد من المدن. في هذه الأجواء خطر لي أن أطرح سؤالاً عبر صفحتي على تويتر نصه : «كيف نوفر وظائف عمل قَيّمَة (أجر عال ووظيفة ذات معنى) لأبنائنا وبناتنا في حين أن اقتصادنا غارق في طوفان من العمالة الوافدة ؟ قد يكون الإشكال لدى البعض هو أن يدفع فجأة المزيد من تكاليف لم يُضَمن تكلفتها في مشاريعه، لكن يبقى السؤال: كيف نوظف السعوديين بأجور عالية ونحن نستقدم ونستقدم ونستقدم؟ ففي نهاية المطاف ستتشبع السوق ولن يقدم على توظيف السعودي أحد! فحالياً 9 من بين كل 10 يعملون في القطاع الخاص غير سعوديين! السعوديون يريدون وظائف ذات مردود : أي أجرا مجزيا وأفقا للترقية، والقطاع الخاص ينادي بأن السعودة يجب أن تكون من خلال التأهيل الرفيع للسعوديين وينادي في نفس الوقت بعدم تقنين الاستقدام وعدم رفع تكلفته! والسؤال هو : كيف نؤهل السعوديين الباحثين عن عمل حتى يقبل عليهم القطاع الخاص؟ لا أملك إجابة، بل أطرح سؤالاً بريئاً للقطاع الخاص بأنشطته وقطاعاته على تنوعها : «كيف نوظف السعوديين في القطاع الخاص؟» وستتعدد الإجابات، لكن السؤال الأقرب لنبض الشارع : كيف نجعل من نطاقات برنامجاً لاستقطاب السعوديين حقيقةً، فالعديد من المؤسسات يوظف السعوديين صورياً من أجل الوصول إلى نطاق يسمح لها بالاستقدام، أي أن الاستقدام في حد ذاته أصبح هدفاً ونشاطاً اقتصادياً يولد أرباحاً ويفتح بيوتا ويشتري سيارات ويُنفق على إجازات! كل ما عليك أن تصل للنطاق الآخر فما فوق أن تلعب لعبة السعودة الصورية فتحصل على تأشيرات ثم تبيعها.. أمثال هؤلاء لن يوافقوا على السعودة الحقيقية بأي شكل أو لون أو صورة فهي تتعارض مع مصالحهم، فهم يملكون منشآت ليس لها حاجة ضرورية للعمالة، بل تسعى للحصول على كل ما في وسعها الحصول عليه من تأشيرات عمالة ليس بهدف تشغيلهم في وظائف عندها، بل من أجل المتاجرة بالتأشيرات والتكسب على حساب اقتصاد البلد وأبنائه ووافديه! إذاً خذوا على يد تجار التأشيرات الكبار والوسط والصغار ومتناهي الصغر .. فلا فرصة للسعودة معهم. تويتر: @ihsanbuhulaiga