وافق مجلس الشورى في إحدى جلساته الأخيرة على تحمّل الدولة المقابل المالي لامتحان القدرات العامة للطلاب والطالبات المتقدّمين لأول مرة، بحيث تضمن التكاليف المالية في ميزانية وزارة التعليم العالي، وهذا بحد ذاته جيد بوصفه منجزًا يحسب لمجلس الشورى، وبوصفه خطوة ايجابية تقدّر لوزارة التعليم العالي إيجابيتها في التعاطي مع مثل هذه التطلعات التي تعني المواطن وتخفف أعباء الحياة عنه. في الوقت نفسه تبادر إلى ذهني وأنا أقرأ الخبر مواقف الآباء والامهات في فترات القبول بالجامعات، وحالة الترقب التي تكون عليها الأهالي لحظتها، فظهر لي أن قيمة رسوم امتحانات القدرات ليست آخر المشكلات أو أبرزها أو أكثرها قلقًا في القبول الجامعي أو فيما تصبو إليه الأسر في مستقبل أبنائها، إن مشكلة خريج الثانوية الأبرز، ومشكلة والديه الكبرى هي إمكانية قبوله من عدمها، حين يعيش القلق المضني ويترقب في آخر المطاف مقعدًا يحقق طموحه في مكتسب التعليم الجامعي، وقد أمضى أكثر من اثنتي عشرة سنة من الدراسة والبذل والتضحيات!!، وهو قلق عادة ما ينعكس على البيت كله، حين تأمل الأسرة في الفرح بابنها أو ابنتها كطلاب في المرحلة الجامعية، في مقابل شعور رهيب ومرعب من ألا يحالف الحظ فلذات أكبادهم في العثور على فرصة في إحدى جامعاتنا، فيقف مشوار التمنيات والطموح عند حدود امتحان القدرات لتبدأ رحلة معاناة جديدة وقاسية! إن مشكلة خريج الثانوية الأبرز، ومشكلة والديه الكبرى هي إمكانية قبوله من عدمها، حين يعيش القلق المضني ويترقب في آخر المطاف مقعدًا يُحقق طموحه في مكتسب التعليم الجامعي، وقد أمضى أكثر من اثنتي عشرة سنة من الدراسة والبذل والتضحيات!! أقول هذا داعيًا إلى أن تبذل الجهود سريعًا من قبل وزارة التعليم العالي ومن مجلس الشورى أيضًا، بل ومن كل الجهات المعنية بأن تتحقق لدينا فكرة حق التعليم الجامعي المشروع للجميع، فتصبح الفرصة متاحة لكل خريج ثانوية رغب في مواصلة مشواره تعليمه العالي، وهي آلية تعمل بها العديد من دول العالم التي جعلت حق التعلم الجامعي مكتسبًا لكل فرد رغب فيه، فابتكرت مكاتب تنسيق للقبول الجامعي، مهمتها توزيع الطلاب والطالبات كل في اطار رغباته على ألا يحرم أحد من حق الدراسة ومواصلة طلب العلم. نحن بحاجة ماسة إلى حلول فورية تسهم في اخراج الشاب والشابة السعوديين ووالديهم من حالة القلق والتوتر التي تنتابهم منذ لحظة إعلان فتح باب القبول في جامعاتنا السعودية حتى مرحلة اعلان دفعات المقبولين، فهي فترة عصيبة لا يشعر بها إلا من عاناها وقاسى مرارتها وهو يقرأ في عيون أبنائه طموح الدراسة وحلم التعلم، وتتضاعف المعاناة وتتراكم مع من كان لديه من الأبناء والبنات من يتقدّم لهم في السنة نفسها، وتتضاعف أكثر وأكثر مع طالب أو طالبة يحققون نسبًا عالية في الثانوية ثم تفرم أحلاهم فرمًا بعدم قبولهم في الجامعة. في وجهة نظري هناك ما هو أولى من رسوم امتحان القياس، فعدد جامعاتنا يزيد على العشرين جامعة، ومجموع طلاب وطالبات الثانوية العامة في عام 2012 ما يقارب مليونًا وأربعمائة ألف فقط، والمملكة مترامية الاطراف وبالتالي فالحاجة ماسة لخلق استراتيجيات قبول جديدة تضمن لهذا العدد فرصة مضمونة للانخراط في التعليم الجامعي، فهو حلم الشاب والشابة ومنتهى طموحهما، وهو تطلع الآباء ومبتغى آمال الأسر، فهل نشهد قريبًا جهودًا فعلية تبذل في هذا الاتجاه؟!! تويتر: samialjuman@