عبدالمحسن عبدالعزيز الدحيلان لقد أمر خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله وأعاده إلى أرض الوطن سالما- بزيادة قدرة الاستيعاب في كل جامعات وكليات المملكة لقبول جميع الخريجين والخريجات من الثانوية العامة دون استثناء، كما أن عدد الجامعات في عهده ارتفع إلى سبع وعشرين جامعة. لقد بذلت حكومتنا مبالغ طائلة لتطوير العلم وتأسيس وافتتاح الجامعات، فخلال ست سنوات تم افتتاح عشرين جامعة بخلاف الكليات والمعاهد ما بين العامين 2005-2006 إلى 2011-2012، ولكن للأسف ازداد التكدس من خريجي الثانوية العامة من طلبة وطالبات قابعين في بيوتهم لعدم وجود جامعات محلية تستوعبهم أو تقبل بهم.. فالشباب يتسكعون في الشوارع أو المنتديات، والبنات قابعات في منازلهن عالة على أهاليهن.. ومما يحز في النفس أن كثيراً من الطلاب والطالبات خريجي الثانوية العامة حائزون على نسب عالية في امتحانات الثانوية العامة النهائية وكشوف درجاتهم تثبت ذلك، ولكن! يصدمون بعقبتين هما: اختبار القياس واختبار القدرات اللذان لا يدرس محتواهما ضمن المواد الدراسية في العام الدراسي حتى يخضع الطلبة للامتحان فيهما، إنما يجبر أبناؤنا الطلبة على أدائهما كشرط من شروط القبول في الجامعة، وتأتي النتيجة صدمة كبيرة ومخيبة للأحلام والآمال بين الطلاب والطالبات، وعلى إثرها يتبدد ويسود الإحباط لدى الطالب أو الطالبة لفقدهم الأمل بالقبول في الجامعة والسبب هذان الامتحانان؟ وهنا يقع التعجيز لأبنائنا وبناتنا الطلبة، فقد تم هضم حقوقهم وكبتت طموحاتهم ورغباتهم في التحصيل العلمي، مما أدى إلى الحد من ازدياد الأعداد المقبولة في الجامعات.. والسؤال هنا: أين ذهبت تلك المبالغ التي تم صرفها من حكومتنا الرشيدة لتطوير الجامعات ولزيادة قدرة الاستيعاب فيها؟ نحن لم نسمع بهذين الاختبارين (القياس والقدرات) في الجامعات الأجنبية ولا وجود لهما إلا في جامعاتنا الموقرة!! الجامعات لم تنشأ إلا ليتعلم شبابنا طالما أنهم تخرجوا في مدارس ثانوية سواء حكومية أو خاصة، وحصلوا على شهادة عليها ختم وزارة التربية والتعليم ، ومن حقهم مواصلة الدراسة الجامعية. إنني أهيب بوزارة التعليم العالي وأرفع صوتي وأصوات أولياء الأمور مع أصوات الطلبة بإلغاء هذين الامتحانين من نظام القبول في الجامعات، لعدم جدواهما وأثرهما السيئ على مسيرة العلم في الوطن، وتطبيق ما هو معمول به في الجامعات الأجنبية لكي نحافظ على أبنائنا، فعدم إتاحة الفرصة لهم في دخول الجامعات يزيد من أعداد البطالة والانصهار في التسيب ومن ثم الجريمة، لا سمح الله. لقد كرمنا الله بقيادة حكيمة تحرص على مستقبل أبنائها لدرجة أننا نستطيع أن نستوعب جميع الطلاب من خريجي الثانويات، فقد زادت نسبة التكدس من خريجي المدارس الثانوية الذين لم تتح لهم فرصة الدراسة في الجامعات ولا عمل لهم، وأعدادهم تزيد وتتفاقم سنة بعد سنة، وكل ذلك بسبب الإجراءات المتبعة لدى الجامعات المحلية في القبول، وإذا نظرنا ودققنا النظر نجد أن هذا سبب رئيسي من أسباب ازدياد البطالة التي نشكو منها جميعاً وما يتبعها من أمور نعلمها. ولقد اطلعت على لقاء مع رئيس مركز القياس والقدرات في إحدى الصحف وتوصلت إلى أن هذا البرنامج لا يصلح تطبيقه على أبنائنا الطلبة للقبول في الجامعات، وأرى تطبيقه على المتقدمين للوظائف لدى ديوان الخدمة المدنية أجدى وأنفع للمصلحة العامة. لذا فإنني أكرر وأهيب بالمسؤولين في وزارة التعليم العالي والجامعات بإلغاء هذا البرنامج وإفساح المجال على مصراعيه أمام أبنائنا الطلبة في الانتظام في الجامعات، وتوفير متطلباتهم بدلا من تغيير مسار طموحاتهم، وذلك لخلق أجيال متعلمة، تؤدي دورها في خدمة الوطن والمواطن.