ذهب عام بكل ما حمل من تغيرات وأحداث منها المفرح و المحزن، واتى عام جديد ،ولكل إنسان أمنيات وأحلام وطموحات في ان يكون العام الجديد مختلفا عن الذي سبقه، المسرحي والفنان والمثقف يتمنى ويحلم في عالمه ومحيطه بالجديد بالصورة والاحداث والمشاريع الثقافية الشخصية والعامة،وقد عبر عدد من الفنانين التشكيليين والمثقفين عن سعادتهم بحلول العام الهجري الجديد متطلعين نحو آفاق أرحب تعم العالم العربي والإسلامي وتنعكس ايجاباً على كل مناحي الحياة مستبشرين بتطور الحياة الثقافية . في البداية تحدث الشاعر جاسم عساكر فقال : عام بكل انتصاراته وانكساراته بشاعرية شاعر ، يعلن انسحابه من ساحة العمر كفارس مهزوم ينزف آخر ما تبقى من دقائقه وثوانيه لتجف شرايينه من الوقت تماماً ، ثم يتكئ الفراغ ويغمض أجفانه مودعاً في كفن الأمس ، وعام جديد يولد في مهاد الكون ، أتمنى له أن يكون أكثر حبوراً و زهواً بألوان الطفولة الجديدة ، وأن يزداد وسامة في مراحل نموه «الاثنتي عشرة» مرحلة ، يتجول في شوارع أيامنا وفي آفاقه تعلو الأناشيد وتتردد أصداء الأنغام السعيدة ، مقشراً طبقات السواد التي تغلف جلدة هذا العالم ، حافظاً وفاق المواعيد الجميلة بين النسائم والعصافير الذاهبة إلى مدارسها كل صباح . أيها العام ويضيف عساكر: أرجو أن توزع دفاترك الخضراء على طلاّبك ، وأن تترك أغصانك الزاهية بالمسرة تنعكس على مرايا الماء في نهر أحلامهم الجاري برغم السدود الكبيرة ، وأن تترك لهم حرية أن يقلبوا صفحات تلك الدفاتر بأنامل الروعة وأن يرسموا أمانيهم وآمالهم حتى آخر لون . أتمنى عليك وأنت تجلس على سدة عرشك الجديد ، أن لا تمطر أراضينا بالرصاص العدواني الحاقد الذي يطفئ وجه الأمل ويشيع رائحة الحماقة والقنوط .. وأن تدع الليالي التي لم تكن تغفو سوى على أصوات المدافع والقنابل والنار تفيق على صوت الألحان والأغاني . لا تدع خطوط الخوف والذعر ترتسم على صفحات وجوه الأطفال ، لا تقصف مراجيحهم في الحدائق العامة ، لا ترسل شواظ نارك على قلوب الأمهات الطاعنات في الحزن ، لا تئد أحلام المطر العذبة في بلسمة جراح الحقول كي لا تضطرب الحياة وتعيش الأطيار موسم الهجرة والرحيل المستديم .. وتتوارى الأرض خلف ملفع أحزانها الأسود المبلل بدموع أبنائها الثكالى والمحرومين والمقهورين .. وترتفع موجات الفجيعة والفقد كالصارية والشراع .. وتنهمر الدموع .. ويجمع عساكر الأمنيات بالمغلفة بالألم: لا نطمع في زيادة محصولنا من ثمار الوجع ، ولا نسعى إلى استخراج شهادة وفاة لفقيد جديد ، نريد الوقت يلوح بارقة أمل في عمق العتمة والهزيمة .. ومصباح حلم معلق على صدر الحياة ينافح بفتيل إيمانه ظلمة القهر لتشتعل الدنيا فتوة وشباباً وعماراً وصدقا .. نريد أن يتجلى أولياء الصداقة الحقة ما بين الشعوب آخذين بأيدينا معهم إلى جزيرة أمن مضيئة وحلم خلاص يزهو وشاطئ رحمة معشوشب بالنماء وبالخصب .. فتكف الريح عن الصراخ في وجه العصافير العائدة إلى الأعشاش ويمرّ سرب الغيم الأبيض مرفرفاً بأجنحة الفرح الغامر على شرفة الأيتام .. وينهزم الطغاة .. ويعود الغرباء إلى أوطانهم سالمين . وتقول الفنانة التشكيلية دنيا الصالح إنها لاحظت خلال هذه السنة ظهور عدد أكبر من الفنانات التشكيليات ولذلك فهي تتمنى أن تتبنى الوزارة التشكيليات بشكل أفضل وذلك بأن يتم فتح صالات عرض جديدة وأن تدعم الفنانين بزيارات للمعارض الدولية، وأضافت الصالح : أتمنى أن تصحح جمعية الفنانين التشكيليين السعوديين مسيرتها لأنّ ما نراه أنه لا يوجد عمل جاد، نتمنى أن يحدث في العام الجديد تحوّل وتغيّر في عمل الجمعية يصبّ في خدمة الفنانين التشكيليين. فيما يتمنى التشكيلي صالح الخليفة أن يعم الأمن و السلام في العالم .و أن لا تستغل الدول الكبرى الدول المستضعفة هذا الاستغلال الصارخ . و أتمنى أن تتكاتف الجهود لمحاربة التلوث النووي و تحديد مناطقه .و التلوث عموماً .و محلياً أتمنى أن توجد حلول لأزمة السكن .و أن يوضع حد لرفع الأسعار غير المبرر .و أتمنى من الدولة أن تكثف جهودها لتنمية الثقافة و الفن . فيما يركز المسرحي محمد الجفري في العام الجديد على أمنيات المسرحيين : زيادة الحراك الثقافي و المسرحي بصورة عامة في المملكة ،وبوجود معاهد سواء على مستوى الدبلومات او البكالوريوس تقوم بتدريس الفنون بشكل عام مسرح ودراما تلفزيونية وفنون تشكيلية وتراث وخلافه . ويواصل الجفري أمنياته: أرجو ان تدعم الدولة الحركة المسرحية بصورة أكثر مع زيادة المخصصات المالية للانتاج و المهرجانات المسرحية ،مع اهتمام أكبر بحضور الفعاليات المسرحية بالدول العربية أو الأوروبية لرفع سقف مستوى العطاء و الجدلية المسرحية لدينا و اقامة الورش المسرحية بكافة المناطق و دعمها مالياً.. و وضع الأشخاص المناسبين لهذه الورش و ليس أسماء لمجرد الأسماء.. مع الحد من ظاهرة الفرق الخاصة التجارية التي تسيء الى سمعة المسرح لدينا.