قتل تسعة فلسطينيين امس السبت مع تواصل الغارات الإسرائيلية المكثفة على أنحاء متفرقة في قطاع غزة لليوم الرابع من عملية "عامود السحاب" العسكرية ليرتفع عدد الضحايا الفلسطينيين إلى 39 قتيلًا وأكثر من330 جريحًا. فقد قصفت طائرات اسرائيلية مباني تابعة لحكومة حركة المقاومة الاسلامية (حماس) المقالة في غزة امس ومن بينها مبنى يضمّ مكتب رئيس الوزراء حكومة حماس إسماعيل هنية بعد ان وافق مجلس الوزراء الاسرائيلي في ساعة متأخرة من الليلة قبل الماضية على تعبئة ما يصل الى 75 ألف جندي احتياط ممهدًا الطريق امام احتمال غزو غزة. وقالت حماس ان طائرات اسرائيلية قصفت المبنى الإداري لهنية الذي التقى فيه الجمعة مع رئيس الوزراء المصري هشام قنديل وضربت مقرًا للشرطة. واكدت متحدثة عسكرية اسرائيلية الهجوم على مكتب هنية. وعقد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو جلسة استمرت اربع ساعات مع مجموعة من كبار الوزراء في تل ابيب بشأن توسيع الهجوم العسكري في حين تمّ استطلاع آراء باقي الوزراء بشأن رفع مستوى التعبئة عبر الهاتف. وقالت مصادر سياسية انهم قرروا تعبئة ما يصل الى 75 ألف جندي احتياط وهو ما يزيد مرتين عن العدد الذي وافقت الحكومة على استدعائه بعد بدء الهجوم. ولا يعني القرار أنه سيتم استدعاء كل هذا العدد للخدمة. ومع بزوغ فجر امس اطلع القادة الكثير من الجنود على الموقف وراح كثير منهم يعدون المركبات تحسبًا لهجوم محتمل. وجاء توسيع نطاق الهجمات فجر امس بعد إعلان الحكومة الإسرائيلية أن غزة لن تنعم بالهدوء.وقالت حكومة حماس في بيان إن مقرها في حي النصر غرب مدينة غزة تعرض للقصف "بأربعة صواريخ من الطائرات الحربية الاسرائيلية فجرًا". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي افيجدور ليبرمان قد هدّد باغتيال اسماعيل هنية رئيس حكومة حماس في غزة وغيره من كبار قادة الحركة ما لم يتوقف إطلاق الصواريخ على إسرائيل. لا حصانة لأحد وقال ليبرمان في تصريحاتٍ للقناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلي "في كل مرة تطلق حماس صاروخًا، سيكون هناك ردا أقسى وأقسى". واضاف "أنصح بجدية كل قادة حماس في غزة بألا يختبرونا مرة أخرى، فلا أحد له حصانة هناك لا هنية ولا غيره". وتأتي الهجمات الجوية المكثفة الجديد في اليوم الرابع لعملية "عامود السحاب" الإسرائيلية على قطاع غزة. وأكد مسؤول في حكومة حماس أن "مقر رئاسة الوزراء دمّر كليًا وأصيبت المنازل المجاورة بأضرار كبيرة نتيجة للقصف الهمجي الاسرائيلي". ظلام دامس وتقول التقارير إن هجمات فجر امس الصاروخية الإسرائيلية دمّرت خمسة محولات للكهرباء، ما أدى إلى غرق أكثر من 400 ألف فلسطيني في ظلام دامس، حسبما قالت شركة توزيع الكهرباء في غزة. وقالت وكالة أسوشيتدبرس إن غارة جوية أخرى سوّت بالأرض مسجدًا في وسط غزة، وأصابت عددًا من المنازل بأضرار، ودمّر الطيران الحربي الإسرائيلي دمّر أيضًا مقر قيادة الشرطة في غزة، وأطلق خمسة صواريخ على الأقل على واحد من اكبر المجمعات الامنية في غرب المدينة والمعروف بمدينة عرفات للشرطة. وقتل ثلاثة من ناشطي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس، في غارة جوية إسرائيلية صباح امس استهدفتهم في مخيّم المغازي وسط قطاع غزة، كما ذكر مصدر طبي وآخر امني فلسطيني. وقال ادهم ابو سلمية الناطق باسم الاسعاف والطوارئ في غزة ان "ثلاثة مواطنين استشهدوا في غارة جوية جديدة على منطقة شرق مخيم المغازي"، موضحًا انهم نقلوا الى مستشفى شهداء الاقصى في دير البلح. وذكر مصدر امني ان القتلى الثلاثة من ناشطي كتائب القسام، موضحًا انهم "علي المناعمة واسامة عبدالجواد واشرف درويش". من جهة ثانية اكد ابو سلمية ان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا بجروح منهم اثنان في حالة "خطرة جدًا" في غارة استهدفت دراجة نارية في رفح جنوب القطاع. وقد نقلوا الى مستشفى ابو يوسف النجار لتلقي العلاج في رفح، لترتفع حصيلة القتلى منذ الأربعاء الماضي إلى 35 قتيلًا ونحو 325 جريحًا. وفي مدينة غزة اطلقت الطائرات الحربية اربعة صواريخ على ستاد فلسطين في منطقة الرمال غرب مدينة غزة ما اسفر عن احداث اربع حفر كبيرة واضرار في مسجد وعدد من المنازل المجاورة، وفق شهود عيان. وفوجئ اسرائيليون كثيرون بصافرات الإنذار تدوّي في القدس. وكانت آخر مرة ضربت فيها المدينة بصاروخ فلسطيني في عام 1970 ولم تكن القدس احد المواقع المستهدفة عندما اطلق الرئيس العراقي الراحل صدام حسين صواريخ على اسرائيل خلال حرب الخليج عام 1991. وتعرّضت ايضًا تل ابيب المركز التجاري لإسرائيل لهجوم صاروخي لليوم الثاني على التوالي في تحدٍّ لهجوم جوي اسرائيلي بدأ الاربعاء بهدف معلن وهو منع حركة المقاومة الاسلامية (حماس) من شن هجمات عبر الحدود. وفي ساعات صباح يوم امس، قصفت الطائرة الإسرائيلية منزل القيادي في حماس سليمان أبو صلاح في جباليا شمال قطاع غزة ما أدّى الى تدميره وإصابة 30 من سكانه، حيث جرى انتشالهم من تحت الأنقاض، ولحق دمار كبير في المنطقة, كما أصيب 3 فلسطينيين بجروح في غارة إسرائيلية استهدفت دراجة نارية غرب خان يونس، فيما شنّت غارات جديدة على أهداف متفرقة في القطاع. وشنّت الطائرات نحو 30 غارة على منطقة الأنفاق المقامة أسفل الحدود الفلسطينية المصرية في رفح جنوب قطاع غزة، إلى جانب قصف منزل لناشط من كتائب القسام في المدينة وأهداف متعددة، ما أدّى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة بالكامل.وفي السياق، توفي فلسطينيان الليلة قبل الماضية، هما الناشط في سرايا القدس، أيمن رفيق سليم 26 عامًا متأثرًا بجراح أصيب بها في قصف إسرائيلي استهدف سوق البسطات في حي الشجاعية شرق مدينة غزة، كما توفي أحمد أبو مسامح متأثرًا بجراح أصيب بها في غارة على دير البلح. وقالت خدمات الإسعاف والطوارئ إن حصيلة الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة ارتفعت منذ عصر الأربعاء إلى 35 قتيلًا بينهم 8 أطفال وسيدتان ومسنّون، إلى جانب قرابة 325 جريحًا منهم أكثر من 130 من النساء والأطفال. مرحلة جديدة وحذر الجيش الإسرائيلي من قرب تنفيذ المرحلة التالية من الحملة العسكرية على غزة، في اشارة الى عملية عامود السحاب. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية امس ان الجيش الاسرائيلي بعث رسائل نصية قصيرة عبر الهواتف الخلوية الى حوالي 12 الفًا من سكان قطاع غزة دعاهم فيها الى الابتعاد عن افراد حركة حماس مؤكدًا ان المرحلة التالية من الحملة على الابواب. واعلن الناطق بلسان الجيش ان رئيس هيئة اركان الجيش الجنرال بيني جانتس اصدر تعليمات الى قوات الجيش بمواصلة وتكثيف العمليات العسكرية في غزة.