ما عبّر عنه بالأمس، مواطنو القطيف، تجاه مليكهم، يجسد أرقى مضامين الوحدة الوطنية، التي نحن في أشد الحاجة إليها هذه الأيام، لتكون عنواناً عريضاً لتلاحم شعبنا، ووحدة جميع مكوناته وشرائحه. هذه المشاعر، ليست بغريبة على أي مواطن سعودي، عايش قيادته، واستمد منها الكثير من معاني الانتماء لهذه الأرض الغالية علينا جميعاً، كما أن هذه المشاعر أيضاً تصب في قالبها الوطني، لترد بكل وضوح، وبما لا يدع مجالاً للشك، على كل الأدعياء. لسنا في هذا الوطن، نقول شيئاً جديداً، ذلك لأن هذا الشعب الذي تعايش في شتى مناطقه ومحافظاته، ومدنه وقراه، من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، أظهر بكل تنوعه، وحركته الطموحة، أشد قيم التماسك في أصعب اللحظات وأعقدها، وتلاحم مع قيادته، في جميع خطواتها ومواجهاتها ضد التطرف والإرهاب الدامي، وتشاركنا جميعاً، حكاماً ومحكومين، من أجل أداء واجبنا الوطني، وصيانة هذا التراب والذود عنه، والدفاع عنه، ضد كل الممارسات الخاطئة، أو الاعتداءات الجبانة، التي عايشناها، ودفعنا في مقاومتها وحتى اندحارها الكثير من الدم الغالي، الذي امتزج بالتراب الغالي أيضاً. كانت كلمات وفد أهالي القطيف، الذي التقى الملك القائد، تلخص كل كلمات المواطنين السعوديين، وتثبت أنهم جميعهم، بشبابهم، وشيوخهم، برجالهم ونسائهم، وأطفالهم،.. كلهم.. عناصر متعايشة في خيمة الوطن الكبير، وتحت عباءة القائد الشهم. فالوطن الذي التف حول خادم الحرمين الشريفين، في محنة المرض ورحلة العلاج، هو نفسه الوطن، الذي التأم ليستقبل عبد الله بن عبد العزيز، في عودته المظفرة، والشعب الذي احتضن الأخبار والأنباء عن قائده، هو نفسه الشعب الذي تابع وثابر وانتظر العودة الميمونة، ليؤكد أن قيم الوفاء والإخلاص، تتزايد يوماً بعد يوم، على هذه الأرض، وتتعملق باستمرار لتصبح عنواناً عريضاً يرفرف بجوار الراية الخالدة، لعلمنا السعودي الخالد. هذه التظاهرة الوطنية الكبرى، في الالتفاف حول القائد، والترحيب به، تشكل إحدى واجهاتنا البرّاقة، المخلصة والخالصة، والتي لا تنتظر ثمناً، ذلك لأنها تعيد إلى الوجدان، كل مآثر القائد والأب، والأخ، والإنسان، الذي عايشنا وعايشناه، أحبنا وأحببناه، كان ويظل منا، فيما نحن منه ومعه، وتلك القيمة التي لا تضاهى.