** هرولوا في الساحة بفكر كان يصلح لزمن ما .. ولشخصية ما .. لكنهم واصلوا المسير على نفس النهج لزمان غير زمانهم .. ولفكر لا يتواكب مع التجديد .. فعاشوا صراعا مع أنفسهم قبل غيرهم .. وتبلدوا في محطة لم يحاولوا أن يتخطوها .. فكثر ضجيجهم .. وقل عملهم .. وابتعدوا عن ساحة الابداع .. وتجمدوا في صقيع الاخفاقات .. لم لا وهم مازالوا يصرون على الوقوف عند بوابة الماضي .. التي لم تعد صالحة لاستقبال الأفكار الجديدة ..!! ** ذاك الفكر .. لا يختص فقط بمن ودع المنصات لسنوات طوال .. بل حتى أولئك الذين ما زالوا في القمة .. انتابهم شيء من الجار بالوقوف دائما عند شعار الأفضلية والقمة .. دون أن يتقدموا خطوة خارج الحدود ..!! ** لقد تأخر المتقدم منهم .. وزاد المتأخر منهم تأخرا .. وهي معادلة جديدة لا نستطيع انكارها .. والبوح بها الان أفضل من اخفائها .. لأن الجميع أصبح يغني على ليلاه دون جدوى ..!! ** حتى أمواج البحر الأحمر هدأت .. والنمور روضت في المسرح الذي كانت ترقص عليه فرحا .. لينقلب ضدها ترحا وكابوسا وأحزانا ..!! ** قلنا منذ البداية .. إن سفن الأندية تسير دون شراع ..وان اهتزازها سبب مباشر في ركود المرفأ الأخضر .. ذلك الميناء الذي كان يوما ما محطة استقبال الذهب في أكبر قارات العالم .. لكنه اليوم بدا متهالكا لحد الإنحاء ..!! ** لقد .. دخلت لغة " الأنا" وتغلغلت في العمق .. وأصابت رياضتنا بالسهم المثلث ..وأصبح كل من هب ودب معلما في مقاهيهم التي تكاد تحترق من الدخان المتصاعد لكثرة الافتراءات والاتهامات والشعارات الفارغة .. لذلك تأخروا عن الركب .. وأصبحوا يبكون على الأطلال .. همهم أن يسقط الآخر .. حتى وهم " يغوصون " في وحل الإخفاق .. هم هكذا تغلي قلوبهم .. وتتآكل أنفسهم من الحسد والحقد .. ومازالوا يسيرون على هذا النهج المتعرج .. ويجلسون على أرصفة خربة من كثرة الحفر فيها كراهية وبهتان ونميمة وغيبة .. وكل أيضا في هذا المضمار يغني على ليلاه !! ** أصبحنا نحترق لنجاح الآخرين .. ونهرول نحو محطة التشفي .. لعل وعسى تهدأ أنفسنا المحترقة بنار الغيرة .. وللأسف عقولنا إلى الخلف .. لا لشيء سوى أننا نميل للخصومة أكثر من الود ..!! العاقل منهم ابتعد .. والفاهم منهم خرج ولم يعد .. والصادق منهم انتقل للضفة الأخرى .. فلم يبق لهم إلا المتردية والنطيحة .. ** توارت الإنجازات الخضراء .. وتوارت معها انجازات الأندية .. فركبوا سفينة الحرمان .. كل منهم يشق موقعه .. حتى تلاعبت الأمواج بقاربهم السائر في بحر من الأحزان والتوهان والهذيان .. لقد غرقوا لكنهم مازالوا يكابرون .. تأخروا ومازالوا يتحايلون .. يتعاركون فيما بينهم .. والخاسر الوحيد كرة الوطن ..!! ** أكثروا من الثرثرة .. وسبحوا في مياه الغيرة .. وساروا على الأشواك بمحض إرادتهم .. وعندما أدميت أقدامهم .. تسابقوا على رمي ما أصابهم لغيرهم .. انهم يصنعون خصوما وهميين في طريقهم .. والحقيقة هي أن كلا منهم يبرر اخفاقه ويحاول إيجاد خصوم وهميين ..!! ** نياتهم تجاه الآخر .. دائما ما تكون باللون الأسود .. فمن لا يوافقهم الرأي .. ولا يشترك معهم في الزيف .. ويبتعد عن حقدهم وحسدهم .. يوضع في القائمة السوداء .. ونسوا أن الجميع ينظر لهم أن القائمة السوداء بلحمها ودمها تتبرأ منهم ..!! ** هذه حقيقتهم التي يعرفها الجميع .. ويعرفونها هم قبل غيرهم .. ويبصم عليها كل من خرج من جلباب مرضهم .. وابتعد عن ضباب فهمهم .. وغيوم قلوبهم المترعة بالضغينة والمساحة هنا ليست لناد بعينه ولا لرئيس بذاته .. ولكنه داء ابتلي به السواد الأعظم ممن يهرول في رياضتنا ..!! ** العاقل منهم ابتعد .. والفاهم منهم خرج ولم يعد .. والصادق منهم انتقل للضفة الأخرى .. فلم يبق لهم إلا المتردية والنطيحة .. لذلك الفرق بين ماضيهم وحاضرهم واضح وضوح الشمس في رابعة النهار ..ارجعوا للماضي وستجدوا أن الإنجازات أكثر من الثرثرة .. والعكس في حاضرنا المؤلم ..!! ** لم يعد بمقدورهم السير دون وضع الأشواك في طريقهم .. وليس بمقدورهم العيش دون النيل من الآخرين .. نهارهم يشابه ليلهم .. كل غارق في غيره .. يحاربون النجاح في كل مكان .. وشعارهم نشر ثقافة الكراهية للآخر جماعة وأفرادا .. والسبب وخزة الاخفاق المتتالي ..!!