قلب الوطن ينبض في كل الجهات، وعلى كل شبر من مساحة بلادنا الغالية .. صوت العقل دوما يعلو على صراخ الباطل والهزل .. صراخ الشوارع لا يجلب إلا صخب الشيطان، وضجيج التظاهر لا يأتي إلا بالفتن .. الإصلاح لا ينبت في الشوارع ولا ينمو على أراضي الشقاق، ولا يسقى بماء الحقد والانفعالات الفارغة .. مصلحة الوطن تتطلب الإصلاح النقي والإصلاح الخيّر يصب في مصلحة البلد الطيب وهذا ما دأب عليه قادتنا الكرام. الوطن جسد واحد يتداعى له سائر الجسد كله بالحب والتقدير والاتحاد والإيثار. وطننا الكريم الذي يتوشح بألوان الخير في أرجائه ويحتضن شعبا يعشق اللحمة ويلتحم عند كل فتنة .. مثل هذا الوطن لا يمكن بعزة الله وقدرته ان يكون نموذجا جديدا لفوضى تشهدها بلاد حولنا. فتماسكنا ولحمتنا بسبب حبل الدين الخالص وشريعة الله السمحاء .. وصوت الحرمين الشريفين يعلو فوق كل صوت شاذ يريد غوغاء وجعجعة في الباطل ويدعو إلى إتباع خطوات الشيطان بتقليد مشاهد طارئة تخص أماكن وظروفا مختلفة. من يحاول تجريب العبث بمحاكاة الآخرين يبد أنه لا يفهم خصائص شريعتنا، ولا يستوعب سمات بلادنا، ولا يدرك اتجاهاتنا نحو الألفة والالتفاف حول الوطن والقيادة، وتوافق الشعب وتقديم الأمن والمصلحة على أي أمر آخر إن من يحاول تجريب العبث بمحاكاة الآخرين يبدو انه لا يفهم خصائص شريعتنا، ولا يستوعب سمات بلادنا، ولا يدرك اتجاهاتنا نحو الألفة والالتفاف حول الوطن والقيادة، وتوافق الشعب وتقديم الأمن والمصلحة على أي أمر آخر.. ولاشك في أن نهاية العبث هي الأسى، ونتيجة الفوضى هي الخسارة.. وحين تقدم الحكمة على الأهواء يظل الجسد معافى ككتلة واحدة لا تنخره آفات الوهن والعجز والمرض. بلادنا الكريمة ليست سجلا قد يحفل أو يحتضن أجندات غريبة على مجتمعنا كافة أو يكون مواطنه الحقيقي أداة في يد من يترصد أو يتربص بأمنه وألفته التي تعد مثالا طيبا .. ولا يقبل عاقل يعرف معنى الفتنة واستلاب الأمن لا يقبل أي اعتصام مشوش، أو تظاهر عابث، أو مسيرة فارغة لا تقدم ولا تؤخر. فمطالب الخير والإصلاح لها قنواتها التي كفلتها الدولة ومن يحاول ان يوصل صوته بجد سوف يوصله بلا عناء. معلوم كم هناك مطالب لكل بشر في هذا العالم وليس في بلادنا فقط، لكن العقل لا يقبل الصراع بين الشعب والوطن لأي سبب، ولا يرضى المواطن دعوات غير مشروعة، أو رغبات مضللة تتخذ كذريعة لصنع فوضى الشوارع أو تنفيذ أجندات أخطر، فالوطن أغلى من الجميع. ختام القول: لا يمكن للغة الطائفية أو المذهبية ولا يمكن استغلال الصور المشوهة لتحل محل الحق والحقيقة ومن لا يفهم الواقع فسيغرق في خيالات الهوى .. ولغة الوطنية ومفردات المواطنة هي ما يفترض أن يتحدث بها كل من يسكن هذه الأرض، وعلى كل عالم وإن اختلف مذهبه أو طيفه ألا يتوارى ويتجاهل ما يمكن ان يحدث فيبادر إلى منع مشاهد الفوضى الخاسرة، وتعزيز صور الوحدة، وتكريس مفاهيم الألفة وليدعو إلى الخير والأمن.. ومن تشح المواطنة في نفسه يخسرها .. ولا يمكن أن تصنف الأمور بعشوائية ولا أن تسمى الأسماء بغير أسمائها ومن يأخذه الحماس الزائف نحو نهايات مضحكة فعليه ان يراجع نفسه جيدا وليرتب أوراقه ويأتي البيوت من أبوابها. [email protected]