اعترف رئيس لجنة الأمن الغذائي بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض عضو مجلس الإدارة سعد بن عبد الله الخريف بتأثيرات سلبية كبيرة على الاستثمارات السعودية الزراعية في الدول التي تواجه الأوضاع السياسية المضطربة, ورفض في رد على سؤال «اليوم « إعطاء تقديرات حول حجم خسائر المستثمرين في هذه الدول جراء صعوبة حصرها حالياً. أفريقيا غنية بالأراضي القابلة للزراعة وبحاجة للاستثمارات السعودية ( اليوم ) وحول انعكاسات قيام دولة جنوب السودان على المستثمرين السعوديين فيها، قال الخريف : لا توجد استثمارات سعودية في الجنوب السوداني وأن أغلب استثمارات السعوديين في تلك المنطقة تتركز في أثيوبيا، مؤكدا أن الجنوب السوداني يحتاج إلى وقت طويل لجذب الاستثمارات وذلك يستلزم استقرار الأوضاع في هذه المنطقة التي تشهد اضطرابات منذ أمد طويل، إضافة إلى توفير مزايا لجذب المستثمرين. وبشأن توجهات الاستثمارات الزراعية السعودية بالخارج قال : « إن دول إثيوبيا ومصر والسودان وأمريكا اللاتينية وعدد من دول الاتحاد السوفيتي السابق تشكل أهم وجهات المستثمرين السعوديين في مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي». واعتبر الخريف أن إنشاء تجمع للمستثمرين السعوديين في الخارج يمكنه نقل وجهة نظر المستثمرين الزراعيين في الخارج إلى الجهات الحكومية في المملكة, والعمل على التنسيق فيما بين المستثمرين وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينهم، وأن تكون هناك رؤية لهذا التجمع وهي «المساهمة في تحقيق مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي في الخارج» وأن تكون رسالته «تحديد أولويات الاستثمار الزراعي في الخارج وأهدافه وعكس وجهة نظر المستثمرين نحو المبادرة». وكانت لجنة الأمن الغذائي ناقشت أمس ضرورة الإسراع في إنهاء جميع الأمور المتعلقة بالمبادرة بما فيها التمويل, وضمان الاستثمارات السعودية وتوقيع الاتفاقيات الإطارية والزراعية والازدواج الضريبي مع جميع الدول المستهدفة بالاستثمار، والمطالبة بوضع سقف زمني لإنهاء تلك المواضيع، وبحث إقامة مناطق زراعية حرة لتفعيل التجارة البينية في مجال استيراد الحبوب والأعلاف والمواشي، واقتراح تعيين رئيس تنفيذي للمبادرة, وتطوير القدرات الإدارية والفنية المسؤولة عن تنفيذ المبادرة كماً ونوعاً، واقتراح أن تكون هناك جهة سعودية واحدة تفاوض الدول المستهدفة نيابة عن المستثمرين السعوديين للحصول على أراض زراعية لمساحات كبيرة واستراتيجية ثم العمل على توزيعها على المستثمرين السعوديين في إطار مجهود مشترك لتنفيذ البنية التحتية للمشاريع واستقطاب الخبرات المحلية والأجنبية, وتأمين المعدات وتأجيرها، وتأمين مستلزمات الإنتاج الأخرى. يذكر أن مبادرة الملك عبد الله للاستثمار الزراعي السعودي بالخارج تعمل على التصدي لمشكلة الأزمة الغذائية، باتخاذ إجراءات مناسبة، وتأمين العيش الرغيد للمواطن وتحقيق الأمن الغذائي، ضمن إستراتيجية : إيجاد مخزون استراتيجي آمن من السلع الأساسية مثل: الأرز والقمح والشعير والذرة وفول الصويا والثروة الحيوانية، بما يحقق الأمن الغذائي للمملكة ويحول دون نشوء أزمات غذائية مستقبلية، بالإضافة إلى الحفاظ على استقرار أسعار المواد الغذائية بصفة مستدامة.