للأرواح رحلة تسير فيها عبر فضاءات الحلم الممزوج بالواقع ولرحلة الحجيج صدى تضج به المنابر وتزفر به الطرقات المكتظة بالكائنات ما أجملها تلك المشاهد التي اكتست البياض وتجردت من الملذات ، مشاهد تدمع لها العيون وترفع فيها الأكف بالضراعة ، قلوب خفقت حبا لله وطمعا في رضائه , جاءت من كل حدب وصوب تحمل أنين الخائفين من الخسران ورهبة العابدين وأمل يحفه الرجاء أن يكون الفوز حليفهم والنصر نهاية رحلتهم يطلبون الأجر والغفران . أيام مباركة يرتفع فيها صوت الحجيج بالتلبية ( لبيك اللهم لبيك , لبيك لاشريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ) في مشهد عظيم للتلاحم بين أبناء الأمة الإسلامية بعيدا عن الطبقات والعنصرية والتعصب ، تعتبر المملكة العربية السعودية الحاضنة لتلك الوفود والمتحملة لتلك التكاليف بكل حب وسعة صدر لم تقف عند الجانب التنظيمي من استقبال وتجهيز أماكن ومعيشة وخدمات متنوعة بل أولت الجانب الثقافي جل اهتمامها وسخرت كافة الجهود ليكون الحج كل سنة أفضل من السابق صور من تعانق الجنس واللون واللغة الكل يحمل هدفا واحدا ويستشعر لذة واحدة .وإذ تعتبر المملكة العربية السعودية الحاضنة لتلك الوفود والمتحملة لتلك التكاليف بكل حب وسعة صدر لم تقف عند الجانب التنظيمي من استقبال وتجهيز أماكن ومعيشة وخدمات متنوعة بل أولت الجانب الثقافي جل اهتمامها وسخرت كافة الجهود ليكون الحج كل سنة أفضل من السابق فعملت المحاضرات والندوات واعدت المطويات والنشرات والكتيبات التي توزع مجانا والتي اعتمدتها وزارة الحج بعد أن خضعت للجنة من العلماء والمشايخ والمفكرين لاجازتها كما جاء في كتاب الله وسنة رسوله ومن ثم طباعتها بمختلف اللغات لتخدم العالم الإسلامي أجمع, كما كلفت متخصصين للشرح والتوضيح في كل ركن وزاوية فلم يعد للجهل مكان ولا التخبط والعشوائية طريق فالدين بين وواضح . يجب أن نبارك الجهود و ندعو الله أن يديم على هذه البلاد أمنها وأمانها فهي تستحق الكثير وأن يكون حج هذا العام بعيدا عن أعين المغرضين والعابثين الذين يحاولون زعزعة الأمن ودس الفتنة فمملكتنا حية لا تموت ولا تتأثر وحاضرة للضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه مس مقدساتنا بسوء . فالحج ليس عبادة تؤدى فقط لتنتهي بل هو بداية حياة ذات بُعد ثقافي وديني وأخلاقي .. ( لا ) .. للحقد والحسد والمخططات الفاسدة .