يوحي المشهد العام لمبدأ "السعودة" إلى أن الخلاف مازال قائماً بين وزارة العمل، وقطاعات بعينها، أعلنت صراحة أنها لا تستطيع التعاطي مع متطلبات برنامج "نطاقات"، وناشدت هذه القطاعات "العمل" استثناءها من هذا البرنامج أو البحث عن حلول أخرى، ولا أدري لماذا نثقل كاهل القطاع الخاص ببرامج السعودة، ونتوعد القائمين عليه بالويل والثبور إن تراجعت نسبة السعودة في شركاتهم إلى الحدود غير المسموح بها، في الوقت نفسه، إذا نال القطاع ذاته الاهتمام الكافي من رجال الأعمال، وإذا حظي باستراتيجية تمهد الطريق لتوطين الوظائف منذ الدقيقة الأولى، ولا ننتظر حتى يمتلئ القطاع بالأجانب، ثم نجلس نفكر كيف نستبدلهم بمواطنين ، والأمر نفسه في قطاع السياحة، الذي أرى أن نموه وتطوره لا يتم بالصورة المأمولة نتجاهل قطاعات أخرى، يضمن الاهتمام بها، وفق رؤية ونظرة مستقبلية معينة، توفير عشرات الآلاف من الفرص الوظيفية للشباب السعودي، هذه القطاعات ليس أولها القطاع السياحي البكر، وليس آخرها قطاع الثروة السمكية. دعونا نعترف بأننا لا نملك استراتيجية عمل مُحكمة، تؤسس لسعودة القطاعات الحديثة نسبياً، ونعترف أيضا أن تركيزنا في السعودة ينصب على قطاعات بعينها، أصبحت متخمة بموظفيها الأجانب والمواطنين، وليست في حاجة إلى تعليمات "نطاقات" لقلب موازين العمالة فيها بإحلال المواطنين محل الأجانب.في هذه الأوقات، نترقب أزمة غذاء عالمية، ظهرت بوادرها في ارتفاع أسعار الدجاج واللحوم، وأعتقد أنه من المناسب جداً أن نهتم بقطاع الثروة السمكية أكثر مما هو عليه الوضع الآن، لتوفير بدائل للحوم والدجاج من جانب، وتوطين الوظائف في هذا القطاع من جانب آخر، ولا أبالغ إذا أكدت أن قطاع الثروة السمكية من الممكن أن يوفر نحو 50 ألف فرصة عمل سنوياً للمواطنين، إذا تم تدريبهم وتأهيلهم للعمل في وظائف القطاع ، وإذا نال القطاع ذاته الاهتمام الكافي من رجال الأعمال ، وإذا حظي باستراتيجية تمهد الطريق لتوطين الوظائف منذ الدقيقة الأولى، ولا ننتظر حتى يمتلئ القطاع بالأجانب ثم نجلس نفكر كيف نستبدلهم بمواطنين، والأمر نفسه في قطاع السياحة، الذي أرى أن نموه وتطوره لا يتم بالصورة المأمولة، وأؤمن أنه إذا وجدت الاستراتيجية المطلوبة لتوطين الوظائف فيه، لاستطاع أن يستوعب 200 ألف مواطن، يعملون في أقسامه المختلفة، هذا بخلاف الفوائد التي سنجنيها من وراء انعاش الجانب السياحي وإدخال عملات صعبة للبلاد. والأمر لا يقتصر على الثروة السمكية والسياحة، وإنما هناك قطاعات خرى كثيرة، تحتاج إلى أن نخطط لها من الآن، حتى نجني ثمارها لأبناء الوطن، وليس للأجانب.