ليست جديدة تلك المشاكل التي تظهر في أي هاتف منتظر لكن الجديد هو عدم تعلم المستهلكين من دروسهم السابقة، والتي كان من المفترض أن يتعلموها من كل دفعة أولى لأي هاتف جديد، كونها تعتبر بالنسبة للشركات نسخة تجريبية لتلك الهواتف المحدودة المزايا وغالية الثمن مقارنة بالأسعار المعروفة والرسمية لتلك الأجهزة. «آيفون 5» هو أبرز مثال على أن سذاجة المستخدمين ما زالت مستمرة حتى الآن، فبعد الإطلاق الرسمي للجهاز والضجة الإعلامية التي قامت بها أبل ، تسابق المستهلكون للنوم على أبواب المتاجر للفوز بفرصة اقتناء الجهاز في أول يوم يطرح فيه للبيع. كل هاتف أو جهاز لوحي جديد من أي شركة دون استثناء يأتي بمجموعة من المشاكل في دفعاته الأولى، لكن الملام الوحيد في هذه المشكلة هو المستهلك. وعلى قدر فرحهم باقتنائه جاء تذمرهم منه، فالذي ظهر حتى الآن من عيوب الجهاز والتي قامت «آبل» بالاعتراف بها على سبيل المثال وليس الحصر هي الكاميرا التي اعتقد الناس أنها ستكون بدقة أعلى ووضوح أكبر من الأجهزة السابقة، إلا أنها جاءت مخالفة لكل التوقعات، فعند تعريضها إلى ضوء قوي كأشعة الشمس تظهر هالة بنفسجية تشوه الصورة إلا أن رد «آبل» على شكاوى المستخدمين جاء من خلال بريد إلكتروني ينص على «ينصح المهندسون بشركة آبل أخذ الصور بزوايا مائلة عن مصدر الضوء القوي»، أي أن المستخدم أصبح محصورا في استخدامه للكاميرا. كما اشتكى مستخدمو الهاتف الجديد من العديد من المشاكل كالخدوش التي كانت ترافق الأجهزة باللون الأسود ومشاكل ضعف إشارة «Wi-Fi» وخدمة الخرائط بعد تخلي «آبل» عن خرائط جوجل، والتي ردت عليها الشركة بنصيحة استخدام الخرائط عبر المتصفح حتى تتوصل الشركة لحل هذه المشكلة . ويعيد هذا إلى ذاكرة الكثيرين من مستخدمي هاتف آيفون 4 عندما واجه مستخدمو الدفعة الأولى من الجهاز مشاكل في إشارة الاتصال، وأذكر حينها أن سعر الجهاز تجاوز الخمسة آلاف ريال في حينها، وذلك قبل أن تقوم شركات الاتصالات ببيع الدفعة الثانية من الجهاز والتي أتت بعد أن حلت أغلب مشاكل الدفعة الاولى. ولا اعتقد أن تقوم شركات الاتصالات بتسويق الجهاز الجديد خلال الفترة الحالية لأنها في غنى عن أي مشاكل قد تحدث بينها وعملائها بسبب الجهاز، إضافة إلى الغموض الحاصل بسبب خدمات الجيل الرابع إن كانت مدعومة أم لا. شخصيا لست من عشاق آبل أو اندرويد او بلاكبيري ولا أخص هواتف آبل بالمشاكل، فكل هاتف أو جهاز لوحي جديد من أي شركة دون استثناء يأتي بمجموعة من المشاكل في دفعاته الأولى، لكن الملام الوحيد في هذه المشكلة هو المستهلك الذي يبادر باقتناء الجهاز في فترته الأولى للوجاهة الاجتماعية فقط، فمن المفترض ألا يلدغ المؤمن من جحر مرتين.