تتحول فرحة أهالي بلدة التويثير بالأحساء حين هطول الأمطار، إلى شعور بالخوف نظير السيول المتدفقة من جبل القارة المجاور للمنازل مباشرة، التي تعيق حركة المشاة وسير المركبات، مخلفة الطمي الذي يتحول بعد ذلك إلى أتربة وغبار يلوث الشوارع والأحياء. وأكد عدد من الأهالي أن هذه المعاناة تتجدد سنويا في موسم أمطار الخير والبركة، مشيرين إلى أن موسم الأمطار يتحول من مصدر للتفاؤل إلى موسم يحمل الكثير من الأضرار والمتاعب للمواطنين، حيث شهدت التويثير خلال الفترة الماضية انهمار المياه من الجبل باتجاه المنازل بسبب انعدام الحواجز الإسمنتية والمصارف لتصريف الأمطار قبل وصولها إلى شوارع البلدة خصوصا الملاصقة للجبل. » خطورة السيول ويشير المواطن جمال الناظري إلى أنه أثناء نزول الأمطار لا يتمكن أهالي منطقة الصرمة بالبلدة، وهي المنطقة الأكثر تضررا، من الخروج من منازلهم، حيث قوة السيل وتجمع مياه الأمطار يشكلان خطرا على الأهالي، لعدم وجود حاجز بين سفح الجبل والشارع الملاصق للسفح مباشرة، مضيفا إن الضرر الذي تخلفه الأمطار لا يزال يقلق المجتمع، على الرغم من المطالبات سواء على مستوى بلدية العمران أو أمانة الأحساء، في إيجاد حل دائم لهذه المشكلة الموسمية وما تخلفه من أضرار ومتاعب نفسية، متأملا أن يكون المجلس البلدي جسرا نعبر منه لهذه المشكلة التي استمرت لعدة سنوات دون إيجاد حل لها، مطالبا بمشروع ينهي معاناة السكان، مبينا أن مياه الأمطار ليست المشكلة الوحيدة، إنما تتبعها مشاكل أخرى بتكوين الطمي الذي يتحول فيما بعد إلى أتربة وغبار يجوب شوارع التويثير، مطالبا الجهات ذات العلاقة بتحمل كافة مسؤولياتها نحو القيام بواجبها الخدمي. » إنشاء حاجز بدوره طالب المواطن إبراهيم الخليفة أمانة الأحساء ممثلة في بلدية العمران برفع معاناتهم من خلال مشروع متكامل وإنشاء حاجز يمنع دخول الأمطار والوحل إلى المنازل، حيث يواجه السكان المياه والطين بحواجز خشبية لا تسمن ولا تغني من جوع، منوها بأن المشكلة لا تتوقف عند هذا الحد بل تذهب بعيدا إلى تجمع الأتربة عند المنازل، ويمكن للحاجز أن يمنع تلك العقبات التي باتت تؤرق الأهالي الذين طالبوا بمشروع صغير لتصريف الأمطار يكفل علاج هذه المشكلة الموسمية التي تشعل مخاوفهم على الأطفال والنساء وكبار السن، خصوصا أن المنطقة تتمتع بكثافة سكانية عالية وبحركة مرور كبيرة، حيث تكون حركة السير غير آمنة أثناء هطول الأمطار بقوة. بينما أبدى المواطن عبدالله المطوع تخوفه من وقوع تصدعات صخرية أو انهيارات -لا سمح الله- في الكتل الجبلية الصغيرة، لافتا إلى أن مخاوفهم تتزايد يوما بعد يوم في ظل غياب تنفيذ مشروع يخلصهم من قلقهم الموسمي المرتبط بأمطار الخير والبركة. » مشروع متكامل من جانبه، أكد رئيس المجلس البلدي د. أحمد بوعلي، أنه تم الوقوف على الموقع ميدانيا حيث الآليات باشرت برفع الأتربة، وسيتم تشخيص المشكلة وبحثها، ووضع الحلول المناسبة التي تخدم الأهالي ورفع معاناة المواطنين، مشيرا إلى أن الموقع يحتاج دراسة من قبل المهندسين لتحديد مجرى السيول ومعالجتها من خلال مقترح سيقدمه كورقة عمل لمشروع متكامل يخدم القرى الأربع التي تجاور الجبل، وهي القارة، والتويثير، والدالوة، والتهيمية. يشار إلى أن بلدة التويثير تقع على بعد 16 كيلو على الشرق من مدينة الهفوف، يحدها من الغرب بلدة القارة، ومن الشرق مدينة العمران، وشمالا مشروع حجز الرمال، وجبل القارة جنوبا، بينما عدد سكان البلدة يتجاوز 8 آلاف نسمة، وعملت بلدية العمران على تطوير شوارعها الداخلية من خلال رصفها بالأنترلوك، إلى جانب مشروع تطوير تقاطع الطريق العام الذي تم تنفيذه للبلدة الذي يربطها بمدينة العمران وبلدة القارة إلى دوار، كما تم تطوير طريق الصخرة التي تشتهر بها البلدة المؤدي إلى متنزه الأحساء «مشروع حجزالرمال».