عين رئيس نظام دمشق، اللواء سليم حربا رئيسا لأركان الجيش -أحد رجال موسكو بنظام الأسد- في خطوة اعتبرها مراقبون تعزيزا للنفوذ الروسي في سوريا، فيما أعلن نائب رئيس الوزراء الروسي يوري بوريسوف استئجارهم ميناء طرطوس على ساحل «الأبيض المتوسط» ل49 عاما. وتأتي الخطوتان في وقت تحاول روسيا حصاد ثمن مساعدتها للنظام، وتعزيز هذا يعني أن لها الكلمة الأولى والأخيرة في سوريا وهم الحلقة الأقوى، إضافة إلى تأكيد وجودها في المياه الدافئة. » تكريس للوجود يرى مدير مركز المشرق للشؤون الإستراتيجية د.سامي نادر، في تصريح ل«اليوم»، أن استئجار روسيا لميناء طرطوس تكريس لوجودها في سوريا، فهذا يؤكد أن دخولها البلاد منذ البداية لم يكن لإنقاذ نظام الأسد أو تلبية لطلب إيران فحسب، إنما وجود إستراتيجي أي تكريس قاعدة على البحر الأبيض المتوسط في مرفئي طرطوس وبانياس، ولهذا دلالة إستراتيجية كبيرة، فلطالما أرادت موسكو الوصول إلى المياه الدافئة، أضف إلى ذلك الموقف الأمريكي، الذي بدأ بالإعلان عن الانسحاب من سوريا، ثم عاد عنه وأبقى على وجوده في شرق نهر الفرات، أي أن الساحة السورية تشهد اليوم وجودا مستداما لقوى دولية. ويقول نادر: لا بد من ربط ذلك بالإعلان الذي حصل منذ نحو أسبوعين أن حكومة الأسد سلمت إدارة مرفأ اللاذقية إلى شركة إيرانية ونتج عن ذلك غضب روسي، فنحن في الفترة الأخيرة نشهد تنافسا وتناقضا في أجندات موسكو وطهران، وهذا التناقض يسير على وتيرة سريعة، ما يؤكد أن إعلان موسكو وجودها في طرطوس بالإضافة إلى تعيين العماد حربا رئيسا لأركان النظام رسالة لإيران، مفادها أننا الشريك الأول ل«النظام»، ويكشف أن إيران وحزب الله أقل الرابحين في سوريا. » بنود الاتفاقية وتنص اتفاقية روسيا الأسد، التي بدأ تطبيقها في 18 يناير 2017، بتولي موسكو حماية مركز الإمداد التابع لأسطولها، في البحر والجو، فيما يتولى النظام الدفاع عن المركز من البر. وتنص الوثيقة -على وجه الخصوص- على أن يسمح نظام الأسد لروسيا بالاستخدام المجاني للأراضي والمياه في منطقة ميناء طرطوس، طوال مدة الاتفاق، فضلا عن العقارات التي لم يتم الإعلان عنها رسميا.