قال خبراء في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية: إن المواقف المتخاذلة للأمم المتحدة في قضايا اليمن وسوريا وليبيا وغيرها من الأزمات العربية كانت سببا مباشرا في تدخل قوى إقليمية مثل إيران وتركيا في الشؤون العربية بدعم «نظام الحمدين» القطري، الذي وصفوه ب«ذراع» طهران وأنقرة في المنطقة. منتقدين في أحاديثهم ل«اليوم»، الضغط الذي تمارسه الدوحة عبر أموالها على المنظمات الدولية لوضع ميليشيات انقلابية مثل الحوثي في اليمن أو حكومة الوفاق الليبية، التي تتعاون مع الجماعات الإرهابية، أطرافا في المفاوضات السياسية، معتبرين ذلك مساواة بين الجاني والضحية، مشددين على ضرورة ممارسة ضغط سعودي إماراتي مصري لإقصاء تلك الكيانات المتآمرة من مشهدنا العربي. د. جهاد عودة » انحياز أممي وقال خبير العلاقات الدولية د. جهاد عودة: بسبب أموال قطر، تتسم مواقف الأممالمتحدة ومجلس الأمن وغيرها من المنظمات والهيئات الدولية بازدواجية المعايير، إذ إنها في أزمة اليمن على وجه الخصوص وراء تضخيم دور الحوثيين بعد أن تركت هذه الميليشيات الانقلابية تسيطر على العاصمة صنعاء وعدد من المدن والموانئ المهمة مثل الحديدة الإستراتيجي، كما تغض الطرف عن الانتهاكات الحوثية الواسعة ضد أطفال ونساء اليمن، ما يعد خرقا كبيرا لاتفاقيات ومواثيق حقوق الإنسان، فيما نجد الأممالمتحدة بإيعاز من الدوحة -وللأسف الشديد- تنتقد أدوار التحالف العربي بقيادة المملكة، رغم حرصه على حياة المدنيين، وتصديه لخطر مخططات الحوثي وإيران الساعية لتمزيق اليمن وتقسيمه وتأجيج الخلافات المذهبية فيه. مشيرا إلى أن هذا الصمت الدولي مهد الطريق لدويلة صغيرة مثل قطر أن تلعب دورا في الأزمة بالتعاون مع كل التيارات، التي تقف ضد الشرعية في اليمن وقوات التحالف، مطالبا بضرورة تفعيل دور المبعوث الأممي لليمن بعد أن تحول إلى داعم للانقلابيين بصمته المريب على خروقاتهم وانتهاكاتهم، التي تتطلب محاكمتهم كمجرمي حرب. محمد الشريف » ليبيا والإرهاب ويتفق معه في الرأي خبير الشؤون الليبية محمد فتحي الشريف، الذي حمَّل الأممالمتحدة مسؤولية تدهور الأوضاع في ليبيا منذ 2011 بعدم تدخلها بقوة في وقف الدعمين القطري والتركي للميليشيات الإرهابية والمتطرفة، التي سيطرت على العاصمة طرابلس، مشيرا إلى أن الليبيين تفاءلوا خيرا بعد اتفاق الصخيرات في 2015 بإشراف المبعوث الأممي حينها مارتن كوبلر، لكن ازدادت الأمور تعقيدا بعد ارتماء حكومة الوفاق في أحضان الدوحة وأنقرة وجماعاتهما الإرهابية الساعين إلى تخريب البلاد. لافتا إلى أن حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج حصلت على «الشرعية الدولية» في ظل ضبابية الأزمة حينها، ما يتطلب سحبها منها فورا بعد تعاونها مع الإرهابيين، مؤكدا أن السراج يستدعي الغرب للتدخل في شؤون الأزمة من أجل الاحتفاظ بموقعه، فقد حذر روما في تصريحاته لإحدى الصحف الإيطالية من تدفق نحو 800 ألف ليبي إليها في حال استمرت العمليات العسكرية للجيش الليبي، وهو ابتزاز طالما مارسه كورقة يلعب بها مهددا الأوروبيين. أحمد البراوي » مقاطعة قطر من جهته، شدد خبير الشؤون العربية ورئيس حزب صوت الشعب المصري، المستشار أحمد البراوي، على ضرورة الاستمرار في المقاطعة العربية ل«تنظيم الحمدين»، مؤكدا أن نظام الدوحة هو المستهدف بالمقاطعة وليس الشعب القطري. ولفت رئيس حزب صوت الشعب المصري، إلى أن القطريين غير راضين عن المؤامرات، التي يحيكها نظامهم ضد العرب في أزمات اليمن وليبيا وسوريا وغيرها، متسائلا: كيف يقبل مسؤول عربي وضع يديه في أيادي الإيرانيين والأتراك من أجل قتل عربي مثله؟، مطالبا في ذات الوقت بخطوة أممية عاجلة لمعاقبة النظام القطري لوقف مخططاته الهدامة في منطقتنا العربية.