تسير المملكة برؤية حكيمة نحو ترسيخ القيم الإنسانية ومحاربة كل ما من شأنه أن يساهم في زعزعة السلوك الأخلاقي، وذلك من خلال ما فرضته مؤخرا من عقوبات رادعة على من يخالف الذوق العام، ويخرج عن ملة التصرفات السوية التي تخضع للهوية السعودية الوطنية بكل ما تملكه من قيم وأعراف وقبل كل ذلك دين إسلامي يرفض أي تصرف خادش للحياء أو شاذ وغير مقبول، سواء كان ذلك من خلال القول أو الفعل في الأماكن العامة التي تحتاج لتطهير من بعض «الفئات الخارجة»، إذ إننا لن نجد سلطة أقوى من القانون لتكبيلها وتشذيب أفكارها، فتعود بعد ذلك إلى المسار الصحيح. إن إقرار لائحة المحافظة على الذوق العام تحمل الكثير من البنود التي يجب على الجميع الاطلاع عليها والتمعن في تفاصيلها، فهناك من يعتقد أن الأمر مقتصر على هندام لائق ومنطق حسن، وبهذا يعتقد بأنه قد طبق اللائحة، ولكن الأمر أبعد من ذلك وأخطر في حال الجهل بما تحتويه من أنظمة تساهم بشكل كبير في إظهار المملكة بصورة مشرفة في جميع مناحي الحياة، وتحفظ للفرد حقه في وطنه بأن لا ترى عيناه إلا كل ما هو لائق للنظر، بعيدا عن التلوث البصري أو السمعي الذي قد يزعجه ولا يتوافق مع دينه وهويته. تعكير الهدوء بوسائل مزعجه أو رمي سيجارة من السيارة أو المشي «بسروال وفنيلة» في الأماكن العامة قد يكلفك غرامة مالية وسجنا بالأشهر بحسب المخالفة، وهناك الكثير من التصرفات التي قد يعتبرها البعض «عادية» قد تقلب موازين حياته وتقوده إلى عقوبة محتومة، ومن هنا تكمن أهمية إطلاع الأبناء على هذه اللائحة، فمسائل التنمر والكتابة على الجدران ورمي المخلفات وغيرها تكثر لدى البعض منهم من دون أدنى تقدير بما قد يترتب على تلك التصرفات من عواقب، كما أن تكرار المخالفة قد يضاعف العقوبة ولا يجعل هناك مجالا للرحمة في تطبيقها على المخالف سواء كان كبيرا أم مراهقا. إن المحافظة على السلوك السوي والآداب العامة في المجتمع من أهم الأهداف التي نص عليها هذا القانون، كما أن تطبيقها يعود بالنفع على المخالف نفسه قبل المجتمع ككل، وذلك من خلال مساعدته على تهذيب سلوكه والتفكير المسبق بنتائج أي عمل يقوم به، ومن هنا ينشأ مبدأ تقدير الأمور واحترام الذوق العام وتطبيق مبدأ المراقبة الذاتية قبل الانزلاق تحت عجلات التهور واعتبار أن أي تصرف منه يقع تحت بند الحرية، فقد أصبحت الحرية كلمة مطاطية وفضفاضة لدى البعض، فهم لا يؤمنون بحدود لها يجب أن تحترم، كما أصبحت عباءة كل من تسول له نفسه بأن يُخرج قبحه الأخلاقي للعلن.