نجحت في أن تحفر اسمها في عالم الفن التشكيلي في وقت قياسي، وابتكرت مدرسة لنفسها مليئة بالإبداع والجمال لتحقق لنفسها تفردا فنيا، ولم تكتف بذلك، بل جعلت التحديات أمامها هدفا لتحول المستحيل إلى واقع، إنها الفنانة التشكيلية المصرية تغريد يوسف التي حولت حبات الرمال إلى مساحات من الأفكار متجسدة في لوحات رائعة ومجسمات ثلاثية الأبعاد، وتمكنت من تشكيل سيمفونيات بصرية تدهش المتلقي. عرضت خلال معرضها الأخير «خيال من الرمال» 60 لوحة فنية مختلفة، وكونت باستخدام الرمال مجسمات فنية، وقالت إنها تقوم بمعالجة الرمل حتى يكون ناعما جاهزا للاستعمال، وهو ما يتطلب وقتا ومجهودا كبيرا، خاصة وأن توظيف الرمال في مجسمات فنية يعد أسلوبا غير معروف، فهناك من يستخدم الرمال الجافة والرسم بها على لوح بأصابع اليد، وهناك فن الرسم بالرمل الملون داخل القوارير الزجاجية، وهما أسلوبان يختلفان عن أعمالي تماما، والعديد من النقاد والفنانين الذين زاروا معرضي أكدوا أنني أنفرد بهذه التقنية، وهذه مدرسة جديدة في الفن التشكيلي. وأوضحت تغريد أنها تنفذ لوحات ذات أبعاد متعددة لإعطاء عمق، ففي لوحة (معبد فرعوني) رسمت أحد المعابد الفرعونية على طبقة بلاستيكية شفافة، ومن خلفها طبقات أخرى من البلاستيك المقوى والكارتون إلى جانب الرمال، وهذه اللوحة بها صعوبة في التنفيذ وتوظيف الخامات المختلفة بعضها مع بعض، لافتة إلى أنها مريضة بأحلام اليقظة والخيال التي تحاول أن تترجمها على اللوحات وتجسيدها فنيا من خلال توظيف العديد من الخامات الطبيعية. وعن شغفها بالفن رغم تخصص دراستها في الفلسفة، قالت: موهبتي ظهرت منذ طفولتي وبدأت في رسم لوحات عندما سافرت مع زوجي للسعودية، فبدأت في شغل وقت فراغي بالفن وتزيين منزلي بلوحات طبيعية من خيالي، ونالت إعجاب كل من تقع عينه عليها، من هنا كان الدافع أن أصقل موهبتي، وشعارها في الحياة أن الفنان يجب أن يجدد أدواته دائما، وأن يسعى دائما إلى تقديم الجديد سواء بالفكرة أو في توظيف مواد جديدة في إخراج اللوحة، كالخامات الطبيعية مثل الرمل، وقشور البيض واللب، وبذور الفواكه والزيتون، والشعرية، والأصداف وغيرها، وأنها تستخدم ذلك في تجسيم أعمالها الفنية.