يعقد مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «إيسيسكو»، ندوة حول «دور التربية الدينية في تعزيز السلام»، بمشاركة المختصين والمهتمين، وذلك خلال يومي 18- 19 شعبان 1440، بمدينة الرباط بالمملكة المغربية. وتوعية العاملين في الحقل الديني بضرورة دمج قضايا حقوق الإنسان وقيم المواطنة والديمقراطية واحترام التعددية في برامج التربية الدينية، في ضوء التوجيه الرباني. هذه الندوة التي اكتملت فيها القواعد الأساسية، لتربية دينية تعزز السلام والأمن، والوسطية والاعتدال جاءت نتيجة تحديات يواجهها العالم الإسلامي، والتي يقع جزء من مسؤولية مواجهتها الفكرية على المؤسستين في العمل الإسلامي الفكري المشترك، وهما مجمع الفقه الإسلامي الدولي، والمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. حيث سيتم فيها تبادل الخبرات حول أنجح السبل في مواجهة هذا التحدي الكبير، بمشاركة علماء أجلاء ومختصين لوضع خطة عمل إرشادية أمام المؤسسات التربوية، لتفعيل دور التربية الدينية في تعزيز السلام، من خلال استعراض واقع مناهج التعليم الديني والاتجاهات الرائدة في التربية على الحوار والسلام، والطرق الحديثة في إعداد أطر التربية والتوعية الدينية وتعزيز قدراتهم لنشر السلام والوسطية والاعتدال، عبر الفهم السليم للإسلام لما لذلك من أثر جليل في تحقيق السلام ومواجهة الإرهاب كما تفضل وأوضح عنه معالي أمين مجمع الفقه الإسلامي الدولي، د. عبدالسلام العبادي مشكورا. كم كانت المجتمعات الإسلامية في العالم بحاجة ماسة لتفعيل هذا البرنامج لتصحيح المفاهيم والتعريف بحقائق الإسلام في مواجهة التطرف والنأي بالمجتمعات المسلمة من النزاعات وتكريس كل طاقات الخير لتحقيق التنمية الشاملة. هذه الندوة المباركة جاءت تنفيذا للبرنامج العشري لمنظمة التعاون الإسلامي 2025م إدراكا منها لأهمية أثر التربية الدينية في تعزيز السلام. برنامج مأجور ومشكور سيحمي بعد الله سبحانه الشباب ذكورا وإناثا من الاختطاف الفكري بأنواعه، التعصب والتطرف الديني والانحراف، وستأتي بدلا منه مجتمعات متماسكة، تتمسك بالقيم والمبادئ الدينية، فالتسامح والعفو من مبادئ الإسلام «فاعفُوا واصفحُوا»، وفي الحديث: «ما نقص مال من صدقةٍ، وما زاد الله عبدا بعفوٍ إلا عزا»، ولقد سعى هذا الدينُ العظيم إلى تحقيقِ هذا المفهوم، في كثير من نصوصِه البديعة في الكتاب والسنة. هذه الثقافة، ثقافة السلام، ثقافة الحوار والتسامح، والتكافل الذي يؤكد عليه الإسلام، ثقافة السلام بوصفها ركنا ومبدأ من أركانه ومبادئه: "يا أيُها الذِين آمنُوا ادخُلُوا فِي السِلمِ كافة". وحتى يكتمل البناء ويكون صلدا لابد أن تكتمل أعمدته وأهمها المنهج المدرسي، يؤمل أن يكون له الدور الأكبر والأقوى والمتميز في إعداد الأجيال المتعاقبة وعلى مستوى كبير، وأيضا أسلوب وطريقة التدريس لابد أن تعتمد على غرس قيم العدل والسلام في أعماق الطلبة لتترجم بعدها لسلوك يومي يتبعونه في سائر حياتهم وتعاملاتهم.