تمكن سوق الأسهم السعودية للأسبوع الثاني على التوالي من الإغلاق فوق مستوى 9.000 نقطة بعد أن أنهى جلسات الأسبوع الماضي كاسباً 24 نقطة، ورغم ضآلة المكاسب إلا أن السوق حقق الأهم وهو المحافظة على الدعم النفسي المذكور ليبقى السيناريو الإيجابي المتوقع منذ عدة أسابيع كما هو، ويبدو أن الأداء سيتسم بالرتابة وضعف التذبذب خلال الأيام القادمة نتيجة تقارب المقاومات بالإضافة إلى ضعف الحركة الفنية على النفط وهو الداعم الرئيس للسوق السعودي خلال الفترة الراهنة. ومما قد يعزز من هذا الضعف المتوقع هو ضعف السيولة، الذي بدأت ملامحه تظهر بالفعل، فقد بلغت السيولة المتداولة خلال الأسبوع المنصرم حوالي 15.5 مليار ريال مقارنةً بنحو 16.7 مليار ريال للأسبوع الذي قبله، وإذا ما استمرت السيولة بالضعف على هذه الطريقة، فإن السوق لن يكون لديه الزخم الكافي لمواصلة الإيجابية، لذا اعتقد أن طريقة صعود المؤشر العام خلال الفترة القادمة ستتسم بضعف التذبذب مما سيجعل إشارات بدء التصحيح تظهر تباعاً. » التحليل الفني مع ثبات المؤشر العام فوق مستوى 9.000 نقطة بات من المؤكد توجهه نحو مقاومات 9.200 نقطة وعند النجاح في اختراقها سيتجه السوق نحو المقاومة الأصعب عند 9.500 نقطة وأتوقع حينها أن الشركات غير المؤثرة على المؤشر العام هي من ستصعد بصورة أكبر من القياديات كون أن السيولة الساخنة عادةً تتجه في مثل هذه الأوقات إلى هذا النوع من الشركات لتحقيق أكبر مكاسب سوقية ممكنة قبل أن يبدأ السوق في مرحلة الهبوط. لكن في جميع الأحوال، فإنه لا يمكن الحديث عن مسار هابط على المؤشر العام دون العودة دون مستوى 9.000 نقطة والبقاء دونه. أما من حيث القطاعات القيادية، فأجد أن قطاع البنوك يستعد لملامسة منطقة مقاومة مهمة بين مستوييّ 9.000 نقطة و9.100 نقطة، واعتقد أن الفشل في الاستقرار داخل هذه المنطقة هو علامة قوية على أن القطاع قد أنهى مساره الصاعد الرئيس، وأنه على وشك الدخول في مسار هابط ويتأكد هذا السيناريو بكسر دعم 8.700 نقطة والبقاء دونه. كذلك الحال على قطاع الاتصالات، الذي بات يصارع للوصول إلى مستوى 6.800 نقطة بعد الضعف الكبير، الذي أصاب زخمه الشرائي مما جعله مهدداً بالدخول في مسار هابط والذي سيتأكد بعد كسر دعم 6.450 نقطة. في المقابل، أجد أن قطاع المواد الأساسية مازال محافظاً على دعم 5.800 نقطة رغم ملامسة هذه المنطقة لأكثر من 4 جلسات، لكن القطاع نجح في البقاء فوقها وهذه إشارة إيجابية ستساعد القطاع على استئناف الصعود حتى مشارف 6.000 نقطة كمرحلة أولى وهذا سيعطي السوق مزيدا من القوة لمواجهة أي تصحيح من أحد القطاعات المتضخمة فنياً. أيضاً أجد أن قطاع إدارة وتطوير العقارات مازال تحت تأثير المسار التصحيحي، الذي أتوقع أنه سينتهي بمجرد ملامسة دعم 3.200 نقطة بعدها لابد من دخول سيولة عالية ليغير القطاع مساره نحو الصعود ويكون داعماً للسوق بشكل عام. » أسواق السلع العالمية مازال خام برنت يواصل سلسلة مكاسبه للأسبوع السادس على التوالي محققاً مكاسب سوقية بلغت نسبة 12% لكنه اقترب كثيراً من مقاومة 72.75دولار، ولا اعتقد أنه سيتمكن من اجتياز هذه العقبة الصعبة دون أخبار إيجابية قوية أو أنه سيبدأ المسار التصحيحي من مشارف تلك النقطة. من جهة أخرى، يبدو أن خام نايمكس قد وصل بالفعل إلى مقاومة 63.75 دولار، وأنهى جلسات نهاية الأسبوع عليها ليؤجل تحديد مساره القادم حتى نهاية هذا الأسبوع، فبقاؤه فوق المستوى المذكور يعني أن الخام سيواصل مساره الصاعد حتى 69 دولارا. أما كسره فهو إشارة على أن المسار التصحيحي قد بدأ بالفعل.