» علماء دين ألف المؤرخ راشد بن محمد بن عساكر كتيبا عن المساجد والأوقاف القديمة في الدرعية تحدث فيه عن مسجد السريحة، الذي كانت تقام فيه الدروس العلمية، وتولى الإمامة فيه عدد من علماء الدين في الدرعية. وقال العساكر: إن المسجد يعرف منذ القدم بهذا وهو على الضفة الشرقية لوادي حنيفة مقابلا لحي الطريف من الجهة الشرقية الشمالية. وأشار إلى أنه كان يحوي في جهته الشرقية خلوة أرضية دُفنت منذ عام 1410ه، وكانت عبارة عن مصباحين فاصلين بين مقدمة المسجد الذي كان مفتوحا على ثلاثة مصابيح لكن بعد سقوط الخلوة اقتصر على مصباحين داخل المسجد، فيما اختص الثالث في سرحته الشرقية الخارجة من الخلوة، والتي هي مفروشة بالحصباء، وبعد زمن قام المشرف على المسجد والناظر عليه عبدالله بن عبيد باستقطاع هذه الجهة لتكون الخلوة مهيأة للصلاة في وقت الشتاء، وأما سطح المسجد فهو مطموم بالخشب مع مده بفروش من الحجر. ويحمل كل مصباح سبعة أعمدة وهي ثلاثة مصابيح، فيكون مجموع الأعمدة واحدا وعشرين عمودا. وذكر العساكر عددا ممن كان يدرس في المسجد وأئمته، وقال: «ممن كان يقيم حلقات التدريس فيه منذ أوائل القرن الرابع عشر الهجري الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الطويل، وكان يقوم بتعليم الأهالي قراءة القرآن الكريم حتى وفاته عام 1366ه تقريبا، ثم تولى عبدالله بن محمد العواد «أبو نجم»، التدريس بقرب هذا المسجد، ومن أئمته الشيخ عبد الله بن علي بن مقحم المتوفى عام 1339ه وكان كاتبا للوثائق في الدرعية موثوقا بخطه وعُرف عنه الأمانة والصدق -رحمه الله-. ثم تولى الإمامة بعده ابنه علي بن عبدالله بن مقحم ثم إبراهيم بن عبدالله بن مقحم». » ترميم المسجد افتتح الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس مجلس أمناء مؤسسة التراث الخيرية مسجد السريحة في الدرعية التاريخية بعد الانتهاء من ترميمه على نفقته في إطار برنامج إعمار المساجد التاريخية الذي تتبناه الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالشراكة مع وزارة الشؤون الإسلامية ومؤسسة التراث الخيرية. ويأتي مسجد السريحة ضمن برنامج العناية بالمساجد التاريخية في محيط مشروع الدرعية التاريخية الذي يحظى برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- ويشمل ترميم 34 مسجدا تاريخيا بإشراف الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني ووزارة الشؤون الإسلامية والهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض ومؤسسة التراث الخيرية. يعود تاريخ مسجد السريحة التاريخي أحد أقدم المساجد في الدرعية إلى أكثر من 300 عام، ويقع بحي سمحان في محافظة الدرعية، فيما يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار تقريبا، وكان مركزا للدروس العلمية بجانب العبادة.