أبدى مثقفون وأدباء وفنانون تفاؤلهم برؤية وإستراتيجية وزارة الثقافة، التي أطلقتها مؤخرا بجعل الثقافة نمطا للحياة، بجانب النمو الاقتصادي، وجعل الثقافة مصدرا لتعزيز المكانة الدولية للمملكة العربية السعودية، إضافة لإصدارها عددا من المبادرات التي تسعى لتحقيقها خلال الفترة القادمة. » أحلام كثيرة أوضحت الفنانة التشكيلية غادة الربيع أن جميع المهتمين بهذا القطاع يترقب تنفيذ هذه المبادرات، وقالت: «لقد عشنا أحلاما كثيرة ونتطلع أن تصبح واقعا، وبحسب توجهات الدولة لتنفيذ رؤيتها، التي تسعى لتعدد مصادر الدخل المادي، فإني أرى أن إقامة متحف خاص يحوي أعمال الفنانين والفنانات من داخل المملكة، من أهم الموارد المادية للدولة، ويعود ذلك لأن مشاهدة المتاحف لمعرفة تاريخ وحضارة الدولة هو أول ما يقوم به المرء عند ذهابه للسياحة وهذا جزء مهم لتعزيز هذا القطاع». » وظائف عدة وأضافت الربيع: «نتطلع أيضا لبعثات خارجية في الفنون التشكيلية؛ لتطوير مستوى الفن لدينا، حيث إن الفنان إذا تم ابتعاثه من قبل الدولة لتعلم الفن، فسوف يعود ليجد عمله الحر الخاص الذي يدر عليه مدخولا ماديا، وذلك لأن غرض الفنان غالبا يكمن في بيع لوحاته لتأمين حياته أو افتتاح معاهد فنية، موفرًا بدوره على الدولة أيضا عددا من الوظائف». » مستقبل واعد وأبان الفنان الجرافيتي وافي البخيت بأن الفن يتنفس وينطلق مع وزارة الثقافة، وقال: «أرى بالأفق مستقبلاً واعداً لكل الفنون والفنانين السعوديين بعد إعلان تخصيص وزارة للثقافة في مملكتنا الزاخرة بالفنون الأصيلة والحرف والطاقات في غالبية شبابها». وأضاف: «أتطلع للمشاركة والمنافسة الشريفة في كل الفعاليات الفنية القادمة، ويسعدني توجه المملكة لاستقطاب الفعاليات العالمية كالبينالي ومعارض الفنون المعاصرة وبالخصوص فنون الشوارع الجرافيتي والكاليجرافيتي، فنحن لسنا أقل شأناً من الفنانين العالميين وفننا لا ينقصه سوى الدعم والإعلام». » مرآة للتاريخ وابتهل الفنان التشكيلي عبدالمحسن عبدالعزيز عند سماعه بهذه المبادرات، قائلاً: «هذا أمر ممتاز، ومن الجيد أن يكون لدينا عدد من المشاريع التي تشجع الأفراد على إيضاح وإطلاق إمكاناتهم الفنية، وأنا كفنان سعيد جدًا بكون هناك استثمار ومأخوذ بشكل جدي، لأن الفن يشكل الحضارة، إذ إن المرء يعرف شخصية الحضارة عن طريق الفن الموجود فيها، فنحن على سبيل المثال عندما نفكر في أي حضارة قديمة، مثل: الفراعنة، فأول ما نقوم بتخيله هو الفن الذي قاموا بعمله». واستطرد عبدالمحسن، قائلاً: «يعكس الفن المواضيع المهمة، التي تؤثر على المجتمع، كما أنه نوع من أنواع التوثيق للتاريخ، فنرى أن غالبية اللوحات المرسومة بالمتاحف تعكس المواضيع والشؤون المهمة في ذلك الزمان والمكان». » احتفاء فني وأكد الفنان الجرافيتي علي الحمود أن هذا هو الوقت المناسب لاتخاذ الفن كحياة كاملة وليس مجرد هواية، مشددا على أن المملكة متجهة لوضع دبوس على خريطة كبار الدول التي تحتفي بالفنون. وقال: «توقعاتي بخصوص المبادرات بشكل عام أن السماء هي حدودنا، فالتقدير الكبير واضح في نظرة الوزير وأمامنا لنعمل ونحقق الكثير، وسنسطر أخيرا الصفحة التي طالما ملأنا هوامشها أحلاما». » دولة متقدمة في حين يرى الفنان التشكيلي فهد خليف أن جميع المبادرات هي تحقيق لرؤية المملكة 2030، التي تهدف للارتقاء بالجيل القادم لمصاف الدول الأولى، مشيرًا إلى أن وجود «بينالي» مهم جدا وسيخدم الحراك التشكيلي بشكل راقٍ ومدروس ويستقطب كل طاقات الإبداع.