في ليلة ربيعية تجلى فيها الإبداع في أسمى آياته، وأشرقت شمس العالمي وأنار سماء الدرة واختلطت أشعة الشمس بأمواج المحيط الأزرق، رفع أنصار النصر أعلامهم الصفراء والهلاليون الأعلام الزرقاء لتمتزج الألوان مكونة شعار متصدر (النصر) الأصفر والأزرق، حقاً إنهما قطبا الكرة السعودية وجناحاها بدونهما لا ترفرف كرة القدم السعودية. ليلة أوفت بوعودها لكل من كان ينتظر هذه الليلة، بل فاقت التوقعات، ليس بجمال المدرج فقط ولا بإبداع النقل التلفزيوني ولا بحسن التنظيم ولا الأداء الرائع من لاعبي الفريقين والقتالية والإصرار ولا حتى سيناريو المباراة كان على أعلى مستويات الإمتاع الكروي بل بهم جميعاً عشنا ليلة كروية رائعة في أجواء رياضية طال انتظارها. وجبة كروية عالية الدسم أذهلت كل عشاق اللعبة في العالم العربي وأشبعت احتياجاتهم الرياضية، وزاد من روعتها استمرار الإثارة في الدوري الأقوى عربياً، مثبتاً أن متابعي الدوري السعودي في كل أقطار العالم العربي وليس حكراً على أحد. ولأن الإثارة في الدوري لم تنته بل إن حلقاتها لا تزال طويلة تبدأ بتصدر النصر وعودة الهلال للوصافة فإن أراد النصراويون المحافظة على صدارتهم يجب عليهم أن يعوا أن المعركة لم تنته، وأن الهلال لم يرم المنديل بعد، بل إنه يجهز كل (أسلحته) للعودة لصدارة الدوري وتحقيقها للمرة الثالثة على التولي. إدارة ولاعبو وجماهير النصر عليهم أن يعوا أن الخطوات الأخيرة في أي سباق هي الأصعب والأهم، فخسارة أي نقطة تعني خسارة البطولة وتقديمها على طبق من ذهب للمنافس التقليدي. خسارة أي نقطة تعمي أن يذهب هذا الفرح وهذه السعادة الوقتية أدراج الرياح، فالأمور بخواتمها.. المنافس شرس والجولات المتبقية أشرس فجلهم يسعون للهروب من شبح الهبوط، فالمباريات بالنسبة لهم حياة أو موت. يعول بعض الهلاليين أمالهم على قلة خبرة رئيس النصر وإدارته الكروية لكن ما شاهدته في لقاء الموسم التلفزيوني يثبت أننا أمام شخص يعرف من أين تؤكل الكتف، وهو من ردد عبارة «لا يمكن أن نحسن النية» وهو من أطلق عبارة «صدارة غصب» هذه العبارات تتطلب من الإدارة التنبيه على اللاعبين بالحرص في كل حركة في كل كلمة في كل همسة حتى لا يخسروا خدماته. الصدارة لها طقوسها والتزاماتها لم يعها الهلال وفرط بها بالرغم من الفارق النقطي، فهل يستوعب النصر ذلك ويتعلم من أخطاء جاره؟