اتفق سياسيون وخبراء تونسيون على أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ال سعود - حفظه الله - لتونس قبل أيام من مشاركته في القمة العربية غدا الأحد تأتي في مرحلة فارقة تمر بها المنطقة العربية بعد تصاعد عدد من الأزمات التي تحتاج إلى مزيد من تنسيق الجهود العربية، مؤكدين أهمية دور المملكة الكبير في مواجهة التحديات التي تعصف بأمن واستقرار المنطقة، وأعربوا عن ترحيب تونس حكومة وشعبا بخادم الحرمين الشريفين. » دلالات مهمة قالت الكاتبة أم كلثوم سليمان: أهلا ومرحبا بالملك سلمان في بلده الثاني تونس، مؤكدة أن زيارته ولقاءه الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي ورئيس الوزراء يوسف الشاهد قبل انعقاد القمة العربية تحمل دلالات مهمة أبرزها ما يجري على الصعيد الميداني في عدد كبير من الدول العربية التي تشهد أزمات طاحنة تحتاج إلى تدخل عربي قوي لوقف هذه المؤامرات، وتعد هذه الزيارة في إطار التشاور السعودي التونسي لوقف هذه المخططات من أجل حفظ أمن واستقرار المنطقة. » تقدير كبير وأضافت: ننظر في تونس إلى مواقف المملكة في كافة القضايا السياسية بتقدير كبير إذ أنها دوما تصب في خدمة العروبة، فالدور السعودي هو الأبرز في التصدي للأطماع الإيرانية ورأينا تصدي المملكة لخطورة نظام الملالي الطامع في تمزيق الوحدة العربية عن طريق مخططاته الرامية لتدمير عدد من الدول منها ما يحدث في اليمن بزرع ميليشيا الحوثي الانقلابية على الشرعية، فضلا عن دور المملكة في وقف سيطرة ميليشيا «حزب الله» على مقدرات الأمور في لبنان، كما يبذل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين، جهودا كبيرة في القضايا العربية المهمة من أجل التوصل لحلول ناجزة ويظهر ذلك في قضية السلام في الشرق الأوسط، وقضايا سوريا وليبيا والعراق وغيرها. » لافتات ترحيب وأوضحت «الحقوقية» رضوى رزقي أنه بعد الإعلان عن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز إلى تونس بدت مظاهر الترحيب بالزيارة في الشوارع التونسية بتعليق اللافتات تأكيدا على عمق العلاقة بين البلدين، إضافة للاهتمام الكبير على مواقع التواصل الاجتماعي مؤكدة أن التونسيين وصفوا الملك سلمان بأنه «زعيم العروبة». » ارتفاع معنويات وأضافت: أدت الزيارة أيضا إلى ارتفاع معنويات أبناء الشعب التونسي بعد الإعلان عن أن من بين تفاصيل الزيارة إبرام عقود لمشروعات قد تجذب استثمارات سعودية جديدة تضخ في الاقتصاد التونسي استثمارات تبلغ ملياري دينار (600 مليون يورو)، كما أن من بين الطموحات بحسب تصريحات وزير التجارة التونسي عمر الباهي تفعيل المشاريع الخليجية الكبرى المُعطلة. » لم الشمل وأضافت رزقي: بخلاف الجانب الاقتصادي هناك موضوعات سياسية مهمة مطروحة على القمة لا يمكن التغاضي عنها نظرا لما يشهده الوطن العربي من أزمات طاحنة، فالموقف بالغ التعقيد في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها من الدول، ولا بد من لم الشمل العربي لإيجاد تسويات لهذه المشكلات التي تهدد أمن واستقرار الوطن العربي. مشددة على أن القمة السعودية التونسية ستركز قطعا على هذه الأزمات خصوصا في ظل ما تمثله الدولتان من ثقل عربي مهم، كما أشارت إلى أن توقيت لقاء خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قبل أيام من عقد القمة العربية تمثل خطوة مهمة من أجل وضع حلول للقضايا العربية المعقدة. » نهضة ثقافية وعما تشهده المملكة من نهضة ثقافية مميزة يقول الكاتب مصطفى القلعي: سعدت جدا بإقبال سعوديين من كبار السن وحتى من فاقدي البصر في معرض الكتاب الدولي بالرياض «مارس 2019» على كتابي «التيار الإخواني في تونس: اللعب بالدين والعنف» و«رسائل إلى رفيقي السلفي» اللذين صدرا سنة 2013. » تاريخ طويل ورصدت الكاتبة التونسية حذامي محجوب في مقال بجريدة الشروق التونسية تاريخ العلاقات السعودية التونسية التي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ فقالت تحت عنوان «العلاقات بين تونس والسعودية... تاريخ طويل من الأخوة والتعاون»: بعد رئاسة المملكة للقمة العربية في دورتها العادية التاسعة والعشرين في مدينة الظهران والتي أسماها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «قمة القدس» معلنا بذلك تأييد المملكة المطلق للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني ودعمها لها معنويا وماديا لإقامة الدولة الفلسطينية، تنتقل رئاسة القمة هذه السنة في دورتها الثلاثين يوم 31 مارس 2019 الجاري إلى الجمهورية التونسية. » دعم معنوي وأضافت: الزعيم الحبيب بورقيبة قام بجولات دولية بين أعوام 1948 - 1951 كان الهدف منها تدويل القضية التونسية وجمع المال للكفاح ضد الاستعمار الفرنسي، واستقبله الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وقدم له دعما معنويا وماليا كان منطلقا لتسليح الكفاح ضد الاستعمار الفرنسي ودعم جيش التحرير. وأشارت إلى أنه بعد استقلال تونس سنة 1956 بدأ التبادل الدبلوماسي بين الرياضوتونس وكان أول سفير تونسي لدى المملكة هو الأديب والسياسي محمد العروسي المطوي وكان الدبلوماسي عبدالرحمن البسام أول سفير للمملكة لدى تونس. » تعزيز التعاون وأوضحت أن أبرز المحطات في العلاقات التونسية السعودية فيما بعد، زيارة الملك فهد بن عبدالعزيز- رحمه الله- إلى تونس سنة 1979 حين كان وليا للعهد وبعدها زارها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عام 1988 حين كان أميرا لمنطقة الرياض ثم كانت زيارة الملك عبدالله إلى تونس حين كان وليا للعهد وذلك عام 1988 ومنذ تولى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم وهو يواصل ما سارت عليه المملكة من سعي لتعزيز أطر التعاون في مختلف المجالات والوقوف مع تونس والتونسيين في كل الأحداث الأليمة التي عاشتها تونس من فيضانات في عدة ولايات تونسية أودت بأرواح كثيرة وأحداث إرهابية. وأوضحت أنه في عام 2016 أقيم لقاء بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي خلال الزيارة التي قام بها السبسي إلى الرياض، كما شهدت السنوات الأخيرة عدة لقاءات بين القائدين على هامش أعمال القمم العربية والإسلامية مثل اللقاء الذي جمعهما في سنة 2017 على هامش القمة التي عقدت في منطقة البحر الميت والذي كان لإثارة مجالات التعاون بين البلدين. » مؤشر هام وعن النتائج المتوقعة للقمة السعودية التونسية، أوضح خبير العلاقات الدولية د. جهادة عودة أن التباحث بين السعودية وتونس بوصفهما دولتين كبيرتين دعامة كبيرة للقضايا العربية المعقدة التي تعج بها المنطقة، والمشاورات بين خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس التونسي الباجي قايد السبسي قبل ساعات من عقد القمة العربية تعطي مؤشرا هاما إلى رغبة البلدين لمزيد من التنسيق، كما أنه دلالة مهمة على أن الرياضوتونس عازمتان على حلحلة الجمود في حل القضايا الراهنة. » إجهاض مخطط وأعرب عودة عن تقديره للقيادة السعودية ودورها البارز في وقف التدخلات الخارجية من قوى إقليمية مثل إيران وتركيا في القضايا العربية، وإجهاض المخطط القطري لتضخيم دور جماعات الإرهاب والتطرف، إضافة إلى منع العبث بأمن واستقرار المنطقة عن طريق التصدي لتنامي خطر الميليشيات المسلحة مثل الحوثي في اليمن وحزب الله في لبنان، وأضاف: إن موضوعات عدة مطروحة على القمة السعودية التونسية منها القضية الفلسطينية وأزمات سوريا وليبيا واليمن، والتدخلات الإيرانية والتركية في شؤون الدول العربية، ومكافحة الإرهاب.