يسدل موسم الشرقية أستاره اليوم بعد 17 يوما من الثقافة والطاقة، والذي كان أشبه بالأخطبوط في معناه الحسن من خلال أكثر من 100 فعالية وتغطية كافة المناطق بها في وقت واحد، مما جعلها تزهو بشكل لافت وتعيش أسبوعين وقرابة النصف تحت سقف الألعاب النارية وخطوط الليزر، وبين أروقة المعرفة والفن العربي والعالمي، وعلى جنبات البيوت العتيقة التي تصدح بتلك الأهازيج الشعبية من تراثنا القديم، وبعد أن تلونت الشرقية بتلك الألوان الزاهية وربطت حزمة فعالياتها في ليلتها الأخيرة يبقى السؤال الأهم: هل نجح موسم الشرقية في أرض الساحل الشرقي؟. إن تحدثا بلغة الأرقام فقد صرحت بعض الجهات المعنية باستقطاب أكثر من 15 مليون زائر من داخل المملكة وخارجها، وكشفت جوازات المنطقة الشرقية دخول أكثر من 770 ألف زائر من دول الخليج، وإن انتقلنا إلى لغة الواقع فسنجد أن كل فعالية أقيمت في المنطقة الشرقية حصدت الكثير من الزوار من خلال مشاهداتي كزائرة وحضوري أكثر من فعالية في ذات الوقت، فالفعاليات الشيقة التي أقيمت تناسبت مع جميع الأعمار وخدمت جميع فئات المجتمع وتراوحت بين المجانية والمدفوعة كل بحسب إمكانياته وما تتطلبه الفعالية، فقد وجد العديد من الأسر أماكن جديدة ومهيأة بشكل كامل للتنزه والترفيه، وأغنت الكثير ممن اعتاد السفر والبحث عن التسلية في الخارج عن ذلك، فقد توافرت في المنطقة جميع أساليب الترفيه التي كانوا يبحثون عنها وينفقون للذهاب إليها الكثير من المال، فها هي في موسم الشرقية بأسعار تنافسية وخدمات مجانية في بعض الفعاليات. عند حضوري بعض الفعاليات وتوثيقي لها ببعض الصور كنت أجد الكثير من الأقرباء والأصحاب من خارج المنطقة يسألون السؤال ذاته «هل هذا في الشرقية؟!»، لذا أعتقد بأن هذه إحدى المرات القلائل التي تنفرد بها المنطقة بحدث كبير كهذا مما جعل أفواه بقية المناطق تُفتح من الدهشة وتغبط المنطقة على ذلك الموسم الذي يعتبر باكورة مواسم المملكة المتبقية التي ستزور كافة المناطق في 2020 وستُفتح لها الأبواب ويبدأ العُرس. لكي نكون منصفين هناك بعض الأمور التي نتمنى لو كانت بشكل أفضل واختيار أنسب، مثل اختيار إقامة بعض الفعاليات بالقرب من المناطق السكنية، التي تحولت لدى البعض من احتفال إلى إزعاج وفوضى، خصوصا إن كان هناك مريض في المنزل أو طفل مما يقلق راحتهم في عقر دارهم، وأتمنى لو تنظم الجهات ذات العلاقة مؤتمرا أو جلسة نقاشية مع الكُتاب والجهات الإعلامية للوقوف على نتائج هذا الموسم والإجابة عن السؤال الآنف ذكره بشكل منطقي، فلكل حدث يقام كما نعلم نقاط قوة نحاول تعزيزها ونقاط ضعف نسعى لمعالجتها لنظهر بالشكل الأفضل دوما.